بسم الله الرحمن الرحيم،
لأسباب عدة أُحب نبي الله موسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام،
فهو له في قلبي مكانة خاصة، من المحتمل أنه قد شغل هذه المكانة كونه قد مَرَّ على عدة مراحل في حياته وكان في طياتها الخوف، وأزعم أن هذا الخوف كان نتيجة التربية المختلطة غير المستقرة التي عاشها منذ أن كان رضيعا فهو لم يجد أمه بالشكل التلقائي الذي يمر به أي رضيع، بل كانت ترضعه أولا وهي خائفة، ثم وضعته في التابوت، ثم ألقته في اليم، ثم ألقاه اليم بالساحل حتى يقع في أيدي قوم فرعون إلى أن مس حبُّه قلبَ امرأةِ فرعون والتي قد حُرِمَت الذرية فألقى الله في قلبها محبته ثم بعد كل هذا لا يقبل أن يرضع من أي مرضعة حتى وجدته أخته فدلتهم على أمه حتى اللحظة الجميلة التي وصلت فيها أمه وقلبها يملأه الفرح لترضعه فيرضع ويسكت الرضيع بعد رحلة من البكاء والجوع... ولك أن تتخيل الرضيع والأم وهما في هذه الرحلة إلى هذه اللحظة.
ثم تخيل حياته بين حنان امرأة فرعون وبين بطش فرعون والذي هَمَّ أن يقتله عدة مرات لولا أن حال الله بينه وبين ذلك.. ثم كبر موسى عليه السلام بين حنان المرأة المؤمنة الصالحة وبين بطش مدعي الإلوهية المتكبر لكي يتمتع بصفتين رقة القلب والقوة في آن واحد.. فهو عندما مر برجل من قوم فرعون يبطش برجل ضعيف من بني إسرائيل فقوته مع رقة قلبه جعلته يدافع عن الضعيف ولكنه خاف بعدها وترك المدينة (مصر) خائفا يترقب ساعيا إلى الشام..ولنا أن نتخيل رحلته وسط ظلام صحراء مصر أياما وأسابيع وهو خائف يترقب قوم فرعون الذين يأتمرون به ليقتلوه ولا يعلم في أي لحظة يجدوه وإلى أي مكان يذهب فقال هذه الكلمات (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)، حتى ساقه الله لبيت نبي الله شعيب أو الشيخ الصالح الذي طمأنه (أخيراً) بهذه الكلمات الشافية (لا تخف، نجوت من القوم الظالمين) فيتنفس الصعداء ويهدأ.... وتبدأ الرحلة.
ثماني إلى عشرة أعوام من العمل مع الرجل الصالح في وجود السكن (الزوجة) ولنا أن نتخيل الرجل الخائف والذي مما لا شك فيه أن السفر والغربة قد نالا من صحته شيئا ومن ملابسه ونفسيته وكان منعما في بيت فرعون، حتى مَنَّ الله عليه بالعمل والزوجة والنسب الصالح الرحيم الذي لا يشق عليه ويصبر عليه حتى إنتهاء مدة عمله، وكانت هذه السنوات بمثابة عملية تحول في شخصية نبي الله موسى، فهو الآن رب أسرة، ويعمل عملا يشبه الوظيفة في وقتنا الحالي، فهو ليس في نظام قمعي كنظام فرعون ولا هو في رفاهية بيت فرعون ولكن تجربة إنتقالية فيها رحمة مع مسئولية، التجربة التي يستهين بها غالبية الناس ولكنها الأصعب على الإطلاق في حياة أي رجل، الإدارة الناجحة للعمل والأسرة وتربية الأولاد.
ثم بعد إنتهاء مدة العمل المتفق عليها، دخل نبي الله موسى مرحلة جديدة والتي جعلته وقتها يتخذ قرارا جريئا، ولم يكن ليدخل في هذه المرحلة إلا بعد هذه الآية (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ ... وَسَارَ بِأَهْلِهِ..) ولنا وقفة هنا عند كلمة (وسار بأهله) وعندما نراجع تفسير ابن كثير نجد الآتي (وسار بأهله " قالوا كان موسى قد اشتاق إلى بلاده وأهله فعزم على زيارتهم في خفية من فرعون وقومه فتحمل بأهله وما كان معه من الغنم التي وهبها له صهره فسلك بهم في ليلة مطيرة مظلمة).... وهنا يأتي السؤال المنطقي: لِمَ تخاطر يا موسى؟ لِمَ تأخذ أهلك معك في هذا الطقس وهذا الطريق؟ هل هذه المخاطرة أفضل من عملك في الشام ؟ أتغامر بمجهود عشرة سنوات (وفي قول آخر أنه قضى عشر سنين وبعدها عشرا أخر) فهل تضيع مجهود عشرين عاما من العمل والإستقرار من أجل رحلة إلى مصر؟ هل اشتقت إلى أمك؟ هل اشتقت إلى أمك الثانية (إمرأة فرعون)؟ هل اشتقت لأصحابك من بني إسرائيل وذكريات طفولتك؟ هل يستحق الأمر لكل هذه المخاطرة؟ تخاطر أيضا بما لديك من الغنم وهو مصدر رزقك؟ أتدري ما الذي تفعله بنفسك وأهلك وما معك من رأس مال؟
إنه الشجن، والإشتياق، وما يجده المرء فيما يسمى بالوجدان، طبقات من الذكريات المتداخلة التي تُنحت في قلبه تجعله يفعل ما لا يدركه مَن حوله وتجعله يبحث عن ما بداخله والذي مر عليه عشرة أو عشرون عاما!
سار بأهله وأخذ المخاطرة، وقد مَنَّ الله عليه بإبنة رجل صالح والتي من المؤكد قد دعمته ولم تخذله ولم تقل له إذهب بمفردك، أو ابق هنا معنا حيث رعي الغنم واستقرار الحياة وتربية الأولاد في البيئة التي نشأوا فيها! فكانت نِعم السند في هذه الرحلة، وهذه من أولى صفات الزوجة الصالحة، أن تكون سكناً وسنداً.
ثم....(فآنس من جانب الطور نارا).... وبدأت الرحلة... رحلة النبوة.
ولكن لم ينتهي الخوف في قصة نبينا موسى، فهو بعد كل هذا كان يخاف أن يذهب لفرعون وقومه فيكذبوه، ويضيق صدره ولا ينطلق لسانه فيتلعثم فأراد أن يستعين بأخيه هارون، ويخاف أن يقتلوه لذنب قتل الخطأ الذي فعله في الماضي، ثم خاف أن يفرط فرعون عليه وبصحبته أخوه هارون، ثم أوجس في نفسه خيفة عندما خُيِّلَ إليه حبال السحرة وعصيهم من سحرهم كأنها تسعى، ومع كل مرحلة خوف كان يأتي الدعم من رب السماوات والأرض على أشكال عدة:
- اليقين: "قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون"
- الدعاء: رب اشرح لي صدري .. ويسر لي أمري .. واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
- الرفيق: واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي
- الذِكر.. كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا..
- ثم يأتي الدعم الإلهي حينما أوجس في نفسه خيفة ..لا تخف إنك أنت الأعلى.
- ثم في آخر مشهد وبعد كل هذه الرحلة من الخوف والإطمئنان وكان من المنطقي أن المواجهة الكبرى تؤدي إلى الخوف الأكبر، ولكن حدثت المفاجأة، أنه لم يخف، وكيف يخاف وقد مشى رحلة كان أنيسه فيها هو الله، وقد رأى بعينيه لطف ربه في كل مرة ضاقت عليه الأرض ثم وجد الفرج والمخرج والسكن والأمان... فقال "كلا إن معي ربي سيهدين".. فكان الله تعالى عند ظن عبده به.
ويمكننا أن نتعلم من هذه القصة حتى هذا المشهد بعض النقاط:
أولا: أن تترك الأمور تجري بمقادير الله، فلا تعلم وأنت خائف لا تعلم أين تذهب أي طريق سيكون فيه الخير، فقط أحسن الظن بربك وتوكل على الله (عسى أن يهديني ربي سواء السبيل).
ثانيا: أن تختار زوجة صالحة من نسب صالح تعينك على نوائب الدهر حيناً وعلى قراراتك الجريئة حيناً آخر فتتحمل معك ولا تحملك فوق طاقتك، تشعر بما تشعر به وتمشي معك الطريق الذي تؤمن به ولا تبالي بالمعوقات، فإذا عزمت فتوكل على الله ولا تلتفت.
ثالثا: أن لا تهرب من أحلامك ووجدانك بل امضِ قدماً لكي لا تعيش حربا داخلية، واستخر وتوكل على الله (وسِرْ) بأهلك كي لا تكون وحيداً، فالطريق شاقٌ وطويلٌ.
رابعا: تَمَهَّل، فربما تحتاج عشرة أعوام أو عشرين كي يكتمل نضوجك بين إدارة بيت وعمل وخبرة حياة حتى تتخذ الخطوة الجريئة، فهي تحتاج لخبرة حياتية قبل أي شيء.
خامسا: أطلب العون والمدد من ربك، أطلب منه المدد البشري والمدد النفسي والبدني وقِرّ له بضعفك، أطلب منه كل شيء، اجعل الدعاء منهج حياتك.
سادسا: أذكر الله وسبحه بالعشي والإبكار ... إعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
سابعا: يأتي لك الدعم الإلهي بعدما تستنفد كل الأسباب فتعرف أنك بعد كل هذا ليس لك إلا الله وأنك لست إلا عبداً ضعيفاً لا يملك لنفسه نفعا ولا ضراً، ولكن يأتي بتمام الثقة في الله وحسن الظن في الله (كلا، إن معي ربي سيهدين)... إذا وصلت لتمام الثقة جائك المدد على ضعف حيلتك ونفاد أسباب الدنيا.
لأسباب عدة أُحب نبي الله موسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام،
فهو له في قلبي مكانة خاصة، من المحتمل أنه قد شغل هذه المكانة كونه قد مَرَّ على عدة مراحل في حياته وكان في طياتها الخوف، وأزعم أن هذا الخوف كان نتيجة التربية المختلطة غير المستقرة التي عاشها منذ أن كان رضيعا فهو لم يجد أمه بالشكل التلقائي الذي يمر به أي رضيع، بل كانت ترضعه أولا وهي خائفة، ثم وضعته في التابوت، ثم ألقته في اليم، ثم ألقاه اليم بالساحل حتى يقع في أيدي قوم فرعون إلى أن مس حبُّه قلبَ امرأةِ فرعون والتي قد حُرِمَت الذرية فألقى الله في قلبها محبته ثم بعد كل هذا لا يقبل أن يرضع من أي مرضعة حتى وجدته أخته فدلتهم على أمه حتى اللحظة الجميلة التي وصلت فيها أمه وقلبها يملأه الفرح لترضعه فيرضع ويسكت الرضيع بعد رحلة من البكاء والجوع... ولك أن تتخيل الرضيع والأم وهما في هذه الرحلة إلى هذه اللحظة.
ثم تخيل حياته بين حنان امرأة فرعون وبين بطش فرعون والذي هَمَّ أن يقتله عدة مرات لولا أن حال الله بينه وبين ذلك.. ثم كبر موسى عليه السلام بين حنان المرأة المؤمنة الصالحة وبين بطش مدعي الإلوهية المتكبر لكي يتمتع بصفتين رقة القلب والقوة في آن واحد.. فهو عندما مر برجل من قوم فرعون يبطش برجل ضعيف من بني إسرائيل فقوته مع رقة قلبه جعلته يدافع عن الضعيف ولكنه خاف بعدها وترك المدينة (مصر) خائفا يترقب ساعيا إلى الشام..ولنا أن نتخيل رحلته وسط ظلام صحراء مصر أياما وأسابيع وهو خائف يترقب قوم فرعون الذين يأتمرون به ليقتلوه ولا يعلم في أي لحظة يجدوه وإلى أي مكان يذهب فقال هذه الكلمات (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)، حتى ساقه الله لبيت نبي الله شعيب أو الشيخ الصالح الذي طمأنه (أخيراً) بهذه الكلمات الشافية (لا تخف، نجوت من القوم الظالمين) فيتنفس الصعداء ويهدأ.... وتبدأ الرحلة.
ثماني إلى عشرة أعوام من العمل مع الرجل الصالح في وجود السكن (الزوجة) ولنا أن نتخيل الرجل الخائف والذي مما لا شك فيه أن السفر والغربة قد نالا من صحته شيئا ومن ملابسه ونفسيته وكان منعما في بيت فرعون، حتى مَنَّ الله عليه بالعمل والزوجة والنسب الصالح الرحيم الذي لا يشق عليه ويصبر عليه حتى إنتهاء مدة عمله، وكانت هذه السنوات بمثابة عملية تحول في شخصية نبي الله موسى، فهو الآن رب أسرة، ويعمل عملا يشبه الوظيفة في وقتنا الحالي، فهو ليس في نظام قمعي كنظام فرعون ولا هو في رفاهية بيت فرعون ولكن تجربة إنتقالية فيها رحمة مع مسئولية، التجربة التي يستهين بها غالبية الناس ولكنها الأصعب على الإطلاق في حياة أي رجل، الإدارة الناجحة للعمل والأسرة وتربية الأولاد.
ثم بعد إنتهاء مدة العمل المتفق عليها، دخل نبي الله موسى مرحلة جديدة والتي جعلته وقتها يتخذ قرارا جريئا، ولم يكن ليدخل في هذه المرحلة إلا بعد هذه الآية (فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ ... وَسَارَ بِأَهْلِهِ..) ولنا وقفة هنا عند كلمة (وسار بأهله) وعندما نراجع تفسير ابن كثير نجد الآتي (وسار بأهله " قالوا كان موسى قد اشتاق إلى بلاده وأهله فعزم على زيارتهم في خفية من فرعون وقومه فتحمل بأهله وما كان معه من الغنم التي وهبها له صهره فسلك بهم في ليلة مطيرة مظلمة).... وهنا يأتي السؤال المنطقي: لِمَ تخاطر يا موسى؟ لِمَ تأخذ أهلك معك في هذا الطقس وهذا الطريق؟ هل هذه المخاطرة أفضل من عملك في الشام ؟ أتغامر بمجهود عشرة سنوات (وفي قول آخر أنه قضى عشر سنين وبعدها عشرا أخر) فهل تضيع مجهود عشرين عاما من العمل والإستقرار من أجل رحلة إلى مصر؟ هل اشتقت إلى أمك؟ هل اشتقت إلى أمك الثانية (إمرأة فرعون)؟ هل اشتقت لأصحابك من بني إسرائيل وذكريات طفولتك؟ هل يستحق الأمر لكل هذه المخاطرة؟ تخاطر أيضا بما لديك من الغنم وهو مصدر رزقك؟ أتدري ما الذي تفعله بنفسك وأهلك وما معك من رأس مال؟
إنه الشجن، والإشتياق، وما يجده المرء فيما يسمى بالوجدان، طبقات من الذكريات المتداخلة التي تُنحت في قلبه تجعله يفعل ما لا يدركه مَن حوله وتجعله يبحث عن ما بداخله والذي مر عليه عشرة أو عشرون عاما!
سار بأهله وأخذ المخاطرة، وقد مَنَّ الله عليه بإبنة رجل صالح والتي من المؤكد قد دعمته ولم تخذله ولم تقل له إذهب بمفردك، أو ابق هنا معنا حيث رعي الغنم واستقرار الحياة وتربية الأولاد في البيئة التي نشأوا فيها! فكانت نِعم السند في هذه الرحلة، وهذه من أولى صفات الزوجة الصالحة، أن تكون سكناً وسنداً.
ثم....(فآنس من جانب الطور نارا).... وبدأت الرحلة... رحلة النبوة.
ولكن لم ينتهي الخوف في قصة نبينا موسى، فهو بعد كل هذا كان يخاف أن يذهب لفرعون وقومه فيكذبوه، ويضيق صدره ولا ينطلق لسانه فيتلعثم فأراد أن يستعين بأخيه هارون، ويخاف أن يقتلوه لذنب قتل الخطأ الذي فعله في الماضي، ثم خاف أن يفرط فرعون عليه وبصحبته أخوه هارون، ثم أوجس في نفسه خيفة عندما خُيِّلَ إليه حبال السحرة وعصيهم من سحرهم كأنها تسعى، ومع كل مرحلة خوف كان يأتي الدعم من رب السماوات والأرض على أشكال عدة:
- اليقين: "قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون"
- الدعاء: رب اشرح لي صدري .. ويسر لي أمري .. واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
- الرفيق: واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي
- الذِكر.. كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا..
- ثم يأتي الدعم الإلهي حينما أوجس في نفسه خيفة ..لا تخف إنك أنت الأعلى.
- ثم في آخر مشهد وبعد كل هذه الرحلة من الخوف والإطمئنان وكان من المنطقي أن المواجهة الكبرى تؤدي إلى الخوف الأكبر، ولكن حدثت المفاجأة، أنه لم يخف، وكيف يخاف وقد مشى رحلة كان أنيسه فيها هو الله، وقد رأى بعينيه لطف ربه في كل مرة ضاقت عليه الأرض ثم وجد الفرج والمخرج والسكن والأمان... فقال "كلا إن معي ربي سيهدين".. فكان الله تعالى عند ظن عبده به.
ويمكننا أن نتعلم من هذه القصة حتى هذا المشهد بعض النقاط:
أولا: أن تترك الأمور تجري بمقادير الله، فلا تعلم وأنت خائف لا تعلم أين تذهب أي طريق سيكون فيه الخير، فقط أحسن الظن بربك وتوكل على الله (عسى أن يهديني ربي سواء السبيل).
ثانيا: أن تختار زوجة صالحة من نسب صالح تعينك على نوائب الدهر حيناً وعلى قراراتك الجريئة حيناً آخر فتتحمل معك ولا تحملك فوق طاقتك، تشعر بما تشعر به وتمشي معك الطريق الذي تؤمن به ولا تبالي بالمعوقات، فإذا عزمت فتوكل على الله ولا تلتفت.
ثالثا: أن لا تهرب من أحلامك ووجدانك بل امضِ قدماً لكي لا تعيش حربا داخلية، واستخر وتوكل على الله (وسِرْ) بأهلك كي لا تكون وحيداً، فالطريق شاقٌ وطويلٌ.
رابعا: تَمَهَّل، فربما تحتاج عشرة أعوام أو عشرين كي يكتمل نضوجك بين إدارة بيت وعمل وخبرة حياة حتى تتخذ الخطوة الجريئة، فهي تحتاج لخبرة حياتية قبل أي شيء.
خامسا: أطلب العون والمدد من ربك، أطلب منه المدد البشري والمدد النفسي والبدني وقِرّ له بضعفك، أطلب منه كل شيء، اجعل الدعاء منهج حياتك.
سادسا: أذكر الله وسبحه بالعشي والإبكار ... إعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة.
سابعا: يأتي لك الدعم الإلهي بعدما تستنفد كل الأسباب فتعرف أنك بعد كل هذا ليس لك إلا الله وأنك لست إلا عبداً ضعيفاً لا يملك لنفسه نفعا ولا ضراً، ولكن يأتي بتمام الثقة في الله وحسن الظن في الله (كلا، إن معي ربي سيهدين)... إذا وصلت لتمام الثقة جائك المدد على ضعف حيلتك ونفاد أسباب الدنيا.
No comments:
Post a Comment