السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بسم الله الرحمن الرحيم،
منذ فترة وأنا ألاحظ أمراً، أن غالبية من حولي ممن يوصفون بكبار السن لديهم بعض المشاكل، أولها أنهم لم يكونوا يعلمون أنهم من فئة كبار السن! فقد كانوا متمسكين بالشباب وعاداتهم في الشباب إلى مرحلة متأخرة، حتى صُدموا بهذه الحقيقة. وهذه حقيقة تحدث للإنسان كل عشرة أعوام ابتداء من سن الثلاثين، فعندما صل إلى الثلاثين يفاجأ أنه لم يعد عشرينياً وأنه قد ودع هذه المرحلة إلى الأبد ولكنه يشعر بقوة وإستقلالية الثلاثين وأن أعمار أهل الجنة في هذا العمر، فما يلبث أن يدخل في الأربعين، ويزيد من سرعة هذه المرحلة الإلتزامات المادية التي لم تكن عنده في العشرينيات، فما يلبث أن يستقر ولو شيئا قليلا فيجد نفسه قد دخل في الأربعين، فيصدم الصدمة الثانية أنه لم يعد ثلاثينيا بعد الآن ولكنه يُصَبر نفسه أن الأربعين هو سن الحكمة والنبوة وسن الترشح للرئاسة ..إلخ... فيدخل الخمسين ويجد تغيرات حقيقية في جسده أكثر من اي فترة أخرى مع بعض الأمراض التي لابد منها وأنه قد مر من حياته خمسون عاما كاملا بلا رجعة، وأنه حتى قد تعدى مرحلتي عمر أهل الجنة وعمر النبوة والحكمة... ولكنه لايزال لم يصل للعجز.. فعلى الأقل لديه استقرار مادي وأسري (غالبا) ويستطيع أن يرمم بعض ما خسره نتيجة عوامل الزمن مثل أن يذهب إلى الچيم وأن يأخذ بعض الڤيتامينات أو حتى أن يقوم ببعض العمليات ولكن ما يقوم به من مجهود في هذه المرحلة ليصل لمرحلة متواضعة يكون غالبا أضعاف ما كان يقوم به خلال العقدين الرابع والخامس، ثم يبدأ العد التنازلي حتى الستين (سن التقاعد من الوظيفة، وما أدراك ما هذه المرحلة وما تفعلها بالرجل) ثم السبعين..وهكذا.
إذاً لدينا في هذه القصة المتكررة مشكلتان واحدة مرئية وأخرى غير مرئية:
الأولى (المرئية) هي مرحلة الصدمة عند آخر كل مرحلة ومقاومتها حتى قبولها والتكيف عليها وإيجاد روتين وحياة جديدة مناسبة للإمكانيات الجديدة.
الثانية: ما يعانيه الشخص حتى يتكيف على بقايا المرحلة الماضية ومدى تشبثه بما كان يجلب له السعادة والثقة بالنفس في المرحلة الماضية واستبداله بأشياء جديدة وعادات جديدة.
فإذا أردنا أن نجتهد لنعلم السبب وراء كل هذه التقلبات فسنجد أنها تتلخص في كلمة واحدة (دوپامين) أو ما يسمى بهورمون السعادة.
ببساطة ما يتم أن الإنسان يكون مستغرقا في عدة أمور، هذه الأمور هي ما تجعله سعيداأو بمعنى آخر هي ما تجعل مخه يفرز هذه المادة والتي تجعله يشعر بالسعادة وهو لا يعلم لأنه تكون روتينا حياتيا فما يلبث أن يفقدها فيُصدم ويحبط ويحزن حتى يجد بديلا لإفراز هذا الهورمون ولكن بعد مرحلة من الإحباطات والحزن، وهكذا..
وبعد التمعن في تجارب من حولي من كبار السن فقد وجدت أن أكثر الناس راحةً وإتزانا وتعدياً لهذه المراحل هم من وجدوا مصدرا لهذا الهورمون لم ينقطع منذ أن كانوا صغارا فلم يكن وقع التغير من مرحلة إلى أخرى كوقعه على غيرهم.
ولكي أكون أكثر دقة فسأذكر بعض الأسئلة وأقوم بالرد عليها:
س١: ما هي صفات هذا المصدر؟
هذا المصدر تستطيع أن تقوم به على أي حال كنتَ، مريضا أو صحيحا، سعيدا أو حزينا، لا يحتاج لمجهود بدني أو مصدر مالي أو صحبة.
س٢: لماذا؟
لأن الجسد يذبل ويضعف، فإذا تم ربط هذا المصدر بالحركة، مثل رياضة ما، أو سفر، أو أي شيء يحتاج مجهودا عضليا فعندما يضعف الجسد أو تقل الأموال أو تنعدم الصحبة والأهل بسبب الموت أو الغربة فسيحتل الحزن هذا القلب الذي لم يجد بديلا لهذا المصدر.
س٣: هل هذا نداء للعزلة وترك ملذات الحياة؟
بالطبع لا، ولكن إذا كان مصدر بهجتك في أمور "كلها" محسوسة فاعلم أنها لا تبقى، فالأكل طيب المذاق لن يقوى عليه جسدك عند تقدم العمر، والقهوة والشاي والسكر ...إلخ كل ذلك سيُمنع عنك تدريجيا للحفاظ على صحتك، وكلنا رأينا من يُبتلى بالإعتقال أو بالغربة للعمل أو الدراسة أو بموت عزيز كإبن وقد كان يمثل له كل حياته فأصبح وحيدا بعدها، ومن كان مداوما على الرياضة فتجد مفاصله مع الزمن لم تعد تعمل كما كانت وهكذا.
س٤: هل هذا نداء لمقاطعة ملذات الحياة طالما سنُحرم منها لا محالة؟
بالطبع لا، ولكن يجب علينا أن نأخذ رشفة من ملذات الحياة الدنيا مع رشفة أكبر قدرا من المصدر المتجدد الذي لا يذبل مع ذبول الإنسان فعندما ينقطع الأول نجد فورا المصدر الثاني بدون الدخول في مرحلة الصدمة والإحباط والحزن ثم البحث عن مصدر آخر بشكل مستمر.
وبعد التفكير فقد توصلت لثلاثة مصادر، الأول مصدر مستدام لا ينقطع والثاني مُسَكِّن للآلام، والثالث لمن استطاع إليه سبيلا.
- فما هو المصدر الأول المستدام الذي لا يذبل؟
-إنه القرآن، القرآن سماعا وتلاوة وحفظاً وصلاة وتنفلاً وطلب العلم الشرعي....وهذا نداء لي قبل من يقرأ هذه الكلمات، هذا طلب مني لنفسي قبل أن أطلبه لأحد غيري.
وبمنتهى الصراحة لقد وجدت أهل القرآن والعلم هما أكثر الناس إتزانا وراحة ولم أجدهم كغيرهم ممن وجد راحته في التدخين فداوم عليها حتى أهلكته بمرض القلب، وممن وجد راحته في الأكل فابتلي بالسمنة بسبب نقص معدل الهضم في منتصف الثلاثين عند النساء والأربعين عند الرجال فلم يستطع أن يوقف هذه العادة حتى ابتلي بالأمراض بسبب أنه لا يقاوم الطعام وهو مصدر سعادته....وأمثلة لا حصر لها ممن تشبثوا بمتع الحياة حتى أهلكتهم كمنظر النمل الذي يموت داخل العسل فلا هو اكتفى من العسل ولا هو أبقى على صحته وبقائه. عافانا الله وإياكم من أي عادة سيئة لا نفيق منها إلا على سرير المستشفى.
هذا نداء لي ولإخواني أن نستمد سعادتنا من القرآن والعلم الشرعي لأن كل متع الدنيا تزول وتترك الإنسان وحيدا مكسورا هذيلا إلا القرآن فتجد الرجل القعيد آنساً به والسيدة العجوز جالسة ببيتها مؤتنسة به...
والسؤال الآن: كيف المخرج؟
- تقنين هذه المتع والتحكم فيها ولا نجعلها هي ما تتحكم فينا ولنا في رمضان عبرة وفرصة، فيمكننا البداية من رمضان وبالأخص عند الإفطار. فلا نفرط ونسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك بعد إنقضاء الشهر.
- البدء بتعلم القرآن وأحكامه والعلم الشرعي بشكل تدرجي وغير مفرط، فقليل دائم خير من كثير منقطع.
- الصبر على هذا الطريق حتى يأنس القلب بالقرآن ولا يكتفي إلا بالقرآن ولا يهدأ إلا بالقرآن ولا يخشع إلا بالقرآن.
- وأخيرا أوصي نفسي وإياكم بالوقوف على الآيات فإن كان أمرا أو نهيا فنأتمر وننتهي عند أوامره ونواهيه.
- المصدر الثاني (المُسَكِّن للآلام):
- جعل الحياة كلها لله، أغلب مشاكل أهل الأرض أنهم قاموا بعمل معروف لشخص أو عدة أشخاص أو مؤسسة ما أو أبناء ...إلخ ثم يجدوا أنفسهم وحيدين أو على أقل تقدير لم ينالوا التقدير المتوقع! والحل هو أن تفعل كل شيء لله ولا تتوقع أي شيء، كل حياتك لله، عملك، إنفاقك على نفسك ومن حولك، دراستك....إلخ...كل شيء، فإذا ذبل الجسد وجفا الناس وقل الخير فأنت تعلم أن كل هذا عند من لا تضيع عنده الودائع. فتسكن وتهدأ ولا تتحسر على ما مضى، فما مضى وذبل كان في سبيل الله وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
- المصدر الثالث (لمن استطاع إليه سبيلا):
- العمل الخاص، إذا عرفتَ أن تفتح عملا خاصا، أي عمل تجد فيه استقلالك عن الوظيفة التي سوف تستغنى عنك عند عمر الستين فبادر بها وابدأ الآن ولو بشكل بسيط، ولو نظرت للتجار وأصحاب المهن المستقلة ستجدهم أكثر الناس انشغالا وعدم التحسر على الماضي والوقوف على سفاسف الأمور لأنهم كل يوم في شأن وتقلب وهذا التغير مفيد للعقل والقلب وإن ظهر عكس ذلك في البدايات، ولكن تجارب من حولنا خير دليل.
*ملحوظة: هذا نداء لي قبل من يقرأ هذا الكلام وليس معناه أني قد فعلت ما كتبتُه وأنصح به بل أحببت مشاركتكم الخاطرة لكي تعم الفائدة ونأتي بها ما استطعنا. وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم،
منذ فترة وأنا ألاحظ أمراً، أن غالبية من حولي ممن يوصفون بكبار السن لديهم بعض المشاكل، أولها أنهم لم يكونوا يعلمون أنهم من فئة كبار السن! فقد كانوا متمسكين بالشباب وعاداتهم في الشباب إلى مرحلة متأخرة، حتى صُدموا بهذه الحقيقة. وهذه حقيقة تحدث للإنسان كل عشرة أعوام ابتداء من سن الثلاثين، فعندما صل إلى الثلاثين يفاجأ أنه لم يعد عشرينياً وأنه قد ودع هذه المرحلة إلى الأبد ولكنه يشعر بقوة وإستقلالية الثلاثين وأن أعمار أهل الجنة في هذا العمر، فما يلبث أن يدخل في الأربعين، ويزيد من سرعة هذه المرحلة الإلتزامات المادية التي لم تكن عنده في العشرينيات، فما يلبث أن يستقر ولو شيئا قليلا فيجد نفسه قد دخل في الأربعين، فيصدم الصدمة الثانية أنه لم يعد ثلاثينيا بعد الآن ولكنه يُصَبر نفسه أن الأربعين هو سن الحكمة والنبوة وسن الترشح للرئاسة ..إلخ... فيدخل الخمسين ويجد تغيرات حقيقية في جسده أكثر من اي فترة أخرى مع بعض الأمراض التي لابد منها وأنه قد مر من حياته خمسون عاما كاملا بلا رجعة، وأنه حتى قد تعدى مرحلتي عمر أهل الجنة وعمر النبوة والحكمة... ولكنه لايزال لم يصل للعجز.. فعلى الأقل لديه استقرار مادي وأسري (غالبا) ويستطيع أن يرمم بعض ما خسره نتيجة عوامل الزمن مثل أن يذهب إلى الچيم وأن يأخذ بعض الڤيتامينات أو حتى أن يقوم ببعض العمليات ولكن ما يقوم به من مجهود في هذه المرحلة ليصل لمرحلة متواضعة يكون غالبا أضعاف ما كان يقوم به خلال العقدين الرابع والخامس، ثم يبدأ العد التنازلي حتى الستين (سن التقاعد من الوظيفة، وما أدراك ما هذه المرحلة وما تفعلها بالرجل) ثم السبعين..وهكذا.
إذاً لدينا في هذه القصة المتكررة مشكلتان واحدة مرئية وأخرى غير مرئية:
الأولى (المرئية) هي مرحلة الصدمة عند آخر كل مرحلة ومقاومتها حتى قبولها والتكيف عليها وإيجاد روتين وحياة جديدة مناسبة للإمكانيات الجديدة.
الثانية: ما يعانيه الشخص حتى يتكيف على بقايا المرحلة الماضية ومدى تشبثه بما كان يجلب له السعادة والثقة بالنفس في المرحلة الماضية واستبداله بأشياء جديدة وعادات جديدة.
فإذا أردنا أن نجتهد لنعلم السبب وراء كل هذه التقلبات فسنجد أنها تتلخص في كلمة واحدة (دوپامين) أو ما يسمى بهورمون السعادة.
ببساطة ما يتم أن الإنسان يكون مستغرقا في عدة أمور، هذه الأمور هي ما تجعله سعيداأو بمعنى آخر هي ما تجعل مخه يفرز هذه المادة والتي تجعله يشعر بالسعادة وهو لا يعلم لأنه تكون روتينا حياتيا فما يلبث أن يفقدها فيُصدم ويحبط ويحزن حتى يجد بديلا لإفراز هذا الهورمون ولكن بعد مرحلة من الإحباطات والحزن، وهكذا..
وبعد التمعن في تجارب من حولي من كبار السن فقد وجدت أن أكثر الناس راحةً وإتزانا وتعدياً لهذه المراحل هم من وجدوا مصدرا لهذا الهورمون لم ينقطع منذ أن كانوا صغارا فلم يكن وقع التغير من مرحلة إلى أخرى كوقعه على غيرهم.
ولكي أكون أكثر دقة فسأذكر بعض الأسئلة وأقوم بالرد عليها:
س١: ما هي صفات هذا المصدر؟
هذا المصدر تستطيع أن تقوم به على أي حال كنتَ، مريضا أو صحيحا، سعيدا أو حزينا، لا يحتاج لمجهود بدني أو مصدر مالي أو صحبة.
س٢: لماذا؟
لأن الجسد يذبل ويضعف، فإذا تم ربط هذا المصدر بالحركة، مثل رياضة ما، أو سفر، أو أي شيء يحتاج مجهودا عضليا فعندما يضعف الجسد أو تقل الأموال أو تنعدم الصحبة والأهل بسبب الموت أو الغربة فسيحتل الحزن هذا القلب الذي لم يجد بديلا لهذا المصدر.
س٣: هل هذا نداء للعزلة وترك ملذات الحياة؟
بالطبع لا، ولكن إذا كان مصدر بهجتك في أمور "كلها" محسوسة فاعلم أنها لا تبقى، فالأكل طيب المذاق لن يقوى عليه جسدك عند تقدم العمر، والقهوة والشاي والسكر ...إلخ كل ذلك سيُمنع عنك تدريجيا للحفاظ على صحتك، وكلنا رأينا من يُبتلى بالإعتقال أو بالغربة للعمل أو الدراسة أو بموت عزيز كإبن وقد كان يمثل له كل حياته فأصبح وحيدا بعدها، ومن كان مداوما على الرياضة فتجد مفاصله مع الزمن لم تعد تعمل كما كانت وهكذا.
س٤: هل هذا نداء لمقاطعة ملذات الحياة طالما سنُحرم منها لا محالة؟
بالطبع لا، ولكن يجب علينا أن نأخذ رشفة من ملذات الحياة الدنيا مع رشفة أكبر قدرا من المصدر المتجدد الذي لا يذبل مع ذبول الإنسان فعندما ينقطع الأول نجد فورا المصدر الثاني بدون الدخول في مرحلة الصدمة والإحباط والحزن ثم البحث عن مصدر آخر بشكل مستمر.
وبعد التفكير فقد توصلت لثلاثة مصادر، الأول مصدر مستدام لا ينقطع والثاني مُسَكِّن للآلام، والثالث لمن استطاع إليه سبيلا.
- فما هو المصدر الأول المستدام الذي لا يذبل؟
-إنه القرآن، القرآن سماعا وتلاوة وحفظاً وصلاة وتنفلاً وطلب العلم الشرعي....وهذا نداء لي قبل من يقرأ هذه الكلمات، هذا طلب مني لنفسي قبل أن أطلبه لأحد غيري.
وبمنتهى الصراحة لقد وجدت أهل القرآن والعلم هما أكثر الناس إتزانا وراحة ولم أجدهم كغيرهم ممن وجد راحته في التدخين فداوم عليها حتى أهلكته بمرض القلب، وممن وجد راحته في الأكل فابتلي بالسمنة بسبب نقص معدل الهضم في منتصف الثلاثين عند النساء والأربعين عند الرجال فلم يستطع أن يوقف هذه العادة حتى ابتلي بالأمراض بسبب أنه لا يقاوم الطعام وهو مصدر سعادته....وأمثلة لا حصر لها ممن تشبثوا بمتع الحياة حتى أهلكتهم كمنظر النمل الذي يموت داخل العسل فلا هو اكتفى من العسل ولا هو أبقى على صحته وبقائه. عافانا الله وإياكم من أي عادة سيئة لا نفيق منها إلا على سرير المستشفى.
هذا نداء لي ولإخواني أن نستمد سعادتنا من القرآن والعلم الشرعي لأن كل متع الدنيا تزول وتترك الإنسان وحيدا مكسورا هذيلا إلا القرآن فتجد الرجل القعيد آنساً به والسيدة العجوز جالسة ببيتها مؤتنسة به...
والسؤال الآن: كيف المخرج؟
- تقنين هذه المتع والتحكم فيها ولا نجعلها هي ما تتحكم فينا ولنا في رمضان عبرة وفرصة، فيمكننا البداية من رمضان وبالأخص عند الإفطار. فلا نفرط ونسأل الله تعالى أن يعيننا على ذلك بعد إنقضاء الشهر.
- البدء بتعلم القرآن وأحكامه والعلم الشرعي بشكل تدرجي وغير مفرط، فقليل دائم خير من كثير منقطع.
- الصبر على هذا الطريق حتى يأنس القلب بالقرآن ولا يكتفي إلا بالقرآن ولا يهدأ إلا بالقرآن ولا يخشع إلا بالقرآن.
- وأخيرا أوصي نفسي وإياكم بالوقوف على الآيات فإن كان أمرا أو نهيا فنأتمر وننتهي عند أوامره ونواهيه.
- المصدر الثاني (المُسَكِّن للآلام):
- جعل الحياة كلها لله، أغلب مشاكل أهل الأرض أنهم قاموا بعمل معروف لشخص أو عدة أشخاص أو مؤسسة ما أو أبناء ...إلخ ثم يجدوا أنفسهم وحيدين أو على أقل تقدير لم ينالوا التقدير المتوقع! والحل هو أن تفعل كل شيء لله ولا تتوقع أي شيء، كل حياتك لله، عملك، إنفاقك على نفسك ومن حولك، دراستك....إلخ...كل شيء، فإذا ذبل الجسد وجفا الناس وقل الخير فأنت تعلم أن كل هذا عند من لا تضيع عنده الودائع. فتسكن وتهدأ ولا تتحسر على ما مضى، فما مضى وذبل كان في سبيل الله وما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل.
- المصدر الثالث (لمن استطاع إليه سبيلا):
- العمل الخاص، إذا عرفتَ أن تفتح عملا خاصا، أي عمل تجد فيه استقلالك عن الوظيفة التي سوف تستغنى عنك عند عمر الستين فبادر بها وابدأ الآن ولو بشكل بسيط، ولو نظرت للتجار وأصحاب المهن المستقلة ستجدهم أكثر الناس انشغالا وعدم التحسر على الماضي والوقوف على سفاسف الأمور لأنهم كل يوم في شأن وتقلب وهذا التغير مفيد للعقل والقلب وإن ظهر عكس ذلك في البدايات، ولكن تجارب من حولنا خير دليل.
*ملحوظة: هذا نداء لي قبل من يقرأ هذا الكلام وليس معناه أني قد فعلت ما كتبتُه وأنصح به بل أحببت مشاركتكم الخاطرة لكي تعم الفائدة ونأتي بها ما استطعنا. وجزاكم الله خيرا.