السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
منذ أن حدث الإنقلاب في شهر يوليو 2013 ثم مذبحة رابعة العدوية وأنا ألاحظ شيئا، أن التيار الإسلامي عامة والشباب خاصة بدأ يفقد البوصلة والهدف والغاية مما يدعو إليه، ثم جاء سؤال على بالي: هل الغاية هي التمكين أم أن الغاية في الطريق نفسه وكيفية تعاملنا مع الإبتلاءات سواء خير أو شر كما قال ربنا تعالى "وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" (الأنبياء:35) ... إذاً نحن مأمورون بعبادة الله وحده باتباع الهدي النبوي، لا باتباع أهوائنا ولذا فقد منَّ الله علينا سبحانه وتعالى بسيرة الرسول (صلَّ الله عليه وسلم) لكي يوضح لنا كيف نفكر ونفعل في السراء والضراء، لا أن نُخضع الأمر للهوى.
وما أراه الآن هو تخبطاً على جميع الأصعدة، وتنفيس فقط، واستخدام أقذع الكلمات في الرد على المخالف، حتى أصبحتَ لا تفرق بين من هو إسلامي يطالب بتطبيق الشريعة وبين من هو علماني لا يريد تطبيقها وبين مؤيد للسفاحين القتلة، تساوينا جميعا في الأخلاق، جرب أن تفتح الردود على أي مخالف على مواقع التواصل الاجتماعي لتجد السباب بالأم والأم وبالميتين ! هل هذه هي الأخلاق التي يجب أن نتحلى بها في هذا الابتلاء ! والعجيب أن الناس لم تعد تستمع لناصح، الكل مندفع بقوة وللأسف نحو اللاشيء وأخاف أن نكون متجهين نحو الهاوية ونحن لا ندري، فنخسر كل شيء.
يدّعي بعض الإخوة في الله ممن انتهجوا هذا الطريق الجديد والدخيل عليهم أنهم في ابتلاء ومعذورون، مع العلم أنني أعلم من هم أكثر منهم ابتلاء ومع ذلك لا يفعلون كذلك !
أنا هنا لا أريد أن أقف موقف الناصح وكأن ليس بي عيوب، ولكني فعلا أخاف على التيار الإسلامي من الأخلاق الجديدة وهذا المرض المتفشي فينا، لأنني أرى أن الله يبتلينا وينظر كيف نفعل بغض النظر عن المرحلة، فهل هذه الأخلاق ترضي الله ورسوله !
أستحلفكم بالله أن نراجع أنفسنا وأن نتخيل أن الله تعالى ينظر إلينا ويراقبنا الآن، وأن الرسول بيننا يرى ما نفعله ويسمع ما نقوله ويقرأ ما نكتبه... ثم نسأل أنفسنا بعض الأسئلة: ما الذي استفدناه من هذا الطريق الجديد، ما الذي عاد على القضية بهذه الأخلاق، ما هي أولوياتنا في هذه المرحلة، ما الفرق بيننا وبينهم إن لم نقاوم شهوة الكلام والرد بالمثل والسباب ؟
"مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" (قّ:18)
وجزاكم الله خيرا
No comments:
Post a Comment