Thursday, April 25, 2013

شعب بتاع مظاهر

منذ فترة ليست بالقليلة تقريبا منذ أول يوم تقلد فيه الرئيس محمد مرسي الحكم ونحن نرى نقداً من خلال عدة أبواق منها الإعلامية والصحفية الخاصة، قوى المعارضة، الشباب وعامة الشعب من خلال التحدث مع الناس أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي..وهذا بالتأكيد صحي ومطلوب..

لكن ما لاحظته أنا وآخرون غيري ممن أعرفهم وأيضا ممن أقرأ لهم من الكُتاب الصحفيين - أمثال الأستاذين فهمي هويدي ووائل قنديل وغيرهما - أن نقد الإعلام والصحافة يعتمد في أغلب الأحيان على الكذب والتزييف والتدليس ويستخدمون في هذا الدور الصحفيين والإعلاميين عديمي الضمير والمهنية الذين يقتاتون من هذا الكذب والتدليس وتزييف الحقائق...لدرجة أن مهنة صحفي الآن أصبحت كناشط سياسي..الإثنان غاية في الإبتذال للأسف ! وأذكر منذ فترة كنت قرأت تغريدة لصحفي معروف على موقع (تويتر) وقد أذهلني إستخدامه لفيديو يعود لأيام مبارك وفيه إعتداء بعض المسلمين على آخرين مسيحيين بسبب إغتصاب شاب مسيحي لطفلة مسلمة !! ولا أدري لماذا هذا الوقت تحديداً لإخراج مثل هذه المادة القديمة للناس ! ولنا أن نتخيل تبريرين: إما أن يكون هذا الصحفي مدلسا وكاذبا كما إعتدنا أغلبهم وفي هذه الحالة تكون مصيبة لأنهم لا يشعلون نار الفتنة بل هم من يوقدونها، وإما أن يكون صحفيا فاشلاً لم يتحرى الخبر قبل نشره ويقوم بعمله وهو مستلق ع مكتبه أو سريره إن صح التعبير ليمارس مهنته عبر الإنترنت عن طريق القص واللصق بدون أي مهنية، وفي الحالتين نحن في مصيبة.

هذا الموقف يظهر لنا إمكانية وجود كمٍّ من الأكاذيب التي يبتلعها الناس من هؤلاء الصحفيين وممن يمولوهم من الكاذبين عديمي الضمير وكيف لبلد أن يُدمر بسبب حفنة من الكذابين الذين يكذبون ويتحرون الكذب.

هذا المستوى الركيك من الإعلام خلق طبقة عريضة من الشعب لا تعرف كيف تنقد وكيف تفكر وكيف توازن الأمور وأصبحت هذه الطبقة إما متطرفة أو سطحية..
على سبيل المثال: ما نراه هذه الأيام من الشباب والشعب عامة...أغلب ما نسمعه من نقد كالآتي:
الإستبن..الدكتاتور..بياخد أوامره من المرشد..شخصيته ضعيفة..مابيعرفش يتكلم انجليزي..مابيفهمش ف الايتيكيت..شكله وحش..فاشل....إلخ

أنا شخصيا أرى أن هذا النوع من النقد المتناقض أحيانا (دكتاتور - ضعيف) والسطحي الفاقد للموضوعية بل والمنطق والتافه أحيانا أخرى (شكله وحش - مابيعرفش إنجليزي - مابيفهمش ف الإيتيكيت)..لا يعتد به ولا يعبر إلا عن مراهقة وتنفيس عن كبت لا أكثر..مع الإقرار بأن الرئيس مرسي فعلا عنده بعض المشاكل المتعلقة بالخطابة والإيتيكيت والبروتوكول...إلخ، ولكن هل بهذه المؤهلات (على أهميتها نسبياً) تنهض الأمم ؟
لأننا لو رجعنا للخلف سوف نجد أن الرئيس مبارك كان يتكلم جيدا ويفهم في الايتيكيت والبروتوكول ولم يسخر منه أحد وقتها وكان دكتاتوراً عميلاً للغرب !...والسادات كان يتلجلج في الكلام وكان دكتاتورا أطاح بمعارضته ومع ذلك لم يجرؤ أحد أن يسخر منه بسبب كلامه..وعبدالناصر كان ضليعا في اللغة الإنجليزية وفي الخطابة ولكنه قتل وعذب واعتقل وقمع ودمر كرامة الانسان المصري وأهانها وأضاع فلسطين وسيناء ومع ذلك إلى الآن تجد من يمجده ويضعه في مكانة الرسل والأنبياء !

إذن نحن نواجه أزمة ثقافية بالدرجة الأولى..نحن شعب يهوى ويعشق المظاهر الفارغة ولا نعطي الأمور حجمها الحقيقي ومنطقنا هذا يجعلنا مثل الذي يعين رئيس شركة فاشلاً لأنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة و"شيك" ويفهم في "الإيتيكيت" وفي داهية الشركة تولع...

No comments: