Sunday, January 8, 2012

ماذا لو كان المصريون

في هذه التدوينة أحاول أن أتخيل المجتمع المصري وكأنه جميعا أو أغلبه تيار أوفكر واحد -وهذا بالطبع مستحيل- وبالتالي لكي يعي كل واحد منا أننا جميعا يحتاج بعضنا البعض........

لو كان أغلب المصريين سلفيين:

لَكُنا جميعا حرمنا الخروج عن الحاكم وإستسلمنا للتوريث على أنه تنفيذ الحديث الضعيف (من أعمالكم يُولّى عليكم) ونحن أعمالنا (مهببة ونستاهل) ونستمر في نقد أنفسنا على أننا عندما نصلح أنفسنا سوف يمن الله علينا بمن هو أهل للخلافة والقيادة ولتوافدنا جميعا على المساجد لنستمع دروسا وفيرة ومتعمقة ومُسهبة عن أهمية النقاب واللحية وتقصير الثوب ووجوب الختان وتحريم الديموقراطية والأحزاب السياسية وفي نفس الوقت تحريم الخروج عن الحاكم لما فيه من أشكال الدمار والفتنة ولسكتنا على سحل أي سلفي منا أو قتله (مثلما حدث في حادثة سيد بلال رحمه الله) ولسكتنا عن كل جرائم الحكومة وتجاوزاتها كما قال الشيخ ياسر برهامي وقت قتل سيد بلال (رحمه الله) أننا لا يجب أن نفعل شيئا لأننا مثل بني إسرائيل (مستضعفين) وكما رد وقتها بالآية الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم...قال موسى لقومه إستعينوا بالله واصبروا....صدق الله العظيم) فلا وقفة لسيد بلال ولا خالد سعيد ولا غيره ولا كلام في السياسة لأن السياسة (نجاسة) حسب قول بعض شيوخ السلفية قبل الثورة......ولعشنا في هذا الجو....ولكن الميزة الوحيدة هي : شعب يصلي في المسجد ومحتشم !

لو كان  أغلب المصريين إخوان:

الإخوان بطبيعتهم تيار إصلاحي, يصلحون على الوضع القائم لا يغيرون شيئا من الجذر ولكن يأخذون الوضع كما هو ويحاولون أن يستخدموا الأدوات المتاحة بحيث لا يتناقض مع أصول الشرع والثوابت ويبدأون الإصلاح رويدا رويدا...حتى في مظاهراتهم ..هم لا يهتفون هتافا ضد مبارك أو فيه سبة لمبارك لأن هذا يمكن أن يوئد المظاهرة كلها فهم يهتفون هتافات في لب الموضوع لإيصال الرسالة والهتافات يقوم بها شخص واحد ومكتوبة ومنظمة حسب كل حدث والوقفات لها مواعيد للبدئ والإنتهاء....في منتهى الإنتظام- وبالطبع سيعمل الشعب كله على أن يخدم بعضه البعض كما يفعل الإخوان من خدمات في العشوائيات وغيره وهذا ليس له علاقة بالإنتخابات فهم يخدمون الناس بغض النظر عن إنتخابات أو خلافه, سيدخل الشعب كله الإنتخابات وينتخب ولكن مع النظام القمعي ستزور الإنتخابات كما حدث في 2010 ولن يكسب أحد من المحترمين إلا القليل الغير مؤثر... وسنعترض على نتيجة الإنتخابات أيضا ونقدم الطعون ولكن يبقى الشعب إصلاحيا يهاب المعتقلات لأنها مليئة به ويفتقد الجانب الثوري وبالتالي لن تقوم ثورة مع كل هذا الإبهار والنظام والمجهود.....

لو كان أغلب المصريين يساريين:

لحدثت ثورة على غرار الثورات الشيوعية ولأصبحت مصر دولة شيوعية تتحكم فيها الطبقة الكادحة في الثورة والسلطة ولأُعدم كل من كان يمتلك مرسيدس أو فيلا ولطُبقت أحكام ثورية (بلا قانون بلا نيلة - ده كلام فارغ) وسنطبق الشيوعية التقليدية بكل حذافرها بدون أي تطوير وبكل ثورية وحماس..... وكما قال أحدهم منذ فترة قصيرة (نريد إسقاط مؤسسات الدولة بأكملها) فسيتم وقتها إسقاط كل مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها من جديد أو قل (بناءها) وطبعا سيحدث نفس سيناريو 54 ألا وهو : أن الأولى بالحكم هم من قاموا بالثورة إذن فلا داعي لإنتخابات (الآن) لأنها لن تأتي غالبا بمن قاموا بالثورة أو بفلاحين أو عمال....وبالتالي لا داعي لإنتخابات تجلب لنا رغم أنفنا إصلاحيا أو إقطاعيا وبالتالي تلقائيا وبدون أن ندري سوف نتحول إلى دولة شيوعية دكتاتورية على غرار الإتحاد السوفييتي أوالصين وسيكون ذلك بالنسبة لهم إنجازا لا مثيل له..

وكما قال لي صديق يساري: اليساريون في مصر يعيشون سلفية يسارية فهم لا يجددون أنفسهم ولا ينظرون للتطور اليساري في العالم ولا يتعلمون منه ومصابون بحالة جمود ويطبقون أقوال وتجارب اليساريين الأولين وكأنها قرآن لا يمكن تغييره أو حتى الإجتهاد فيه....

لو كان أغلب المصريين (إحنا آسفين يا ريس):

كان زماننا موتنا من الجوع وبردو بنحبك يا ريس إنت وجمال, إستمروا, لأننا أحسن من غيرنا ومش حاسين بالنعمة اللي إحنا فيها وعايزين نحش وطماعين وماعندناش دم ومش حاسين بالمجهود اللي بيبذلهولنا وكفاية علينا إنهم مريحينا من الإنتخابات والإستفتاءات ووجع الدماغ وبيختارولنا الأصلح...إحمدوا ربنا


لو كان أغلب المصريين ليبراليين:


التيار الليبرالي بطبعه إصلاحي أيضا مثل الإخوان ولكنه لا يقدم خدمات للشعب ولا ينزل مظاهرات وليس منظما فلكل قيادي ليبرالي فكره وحركته الخاصة وإن نزل فيكون نزوله خفيفا على القلب وهو بطبعه يحاول ككثير من الليبراليين الإلتحاق بالحزب الوطني لإصلاحه من الداخل أو الإهتمام بالبيزنيس الخاص به في ظل هذه الحكومة وترك السياسة بالكلية مادام يتمتع بالحرية الشخصية في بلده كما قال أحدهم منذ فترة قصيرة أنه حزين إن أتت الديموقراطية بالتيار الإسلامي لأن زوجته تلبس القصير ولا يستطيع التخلي عن مشروبه الكحوللي في المساء...يالها من أسباب قوية فعلا للرضى بالطغيان والإستبداد طالما يعطيني حريتي الشخصية ويسلب من باقية الشعب كل شيء حتى الملبس والمأكل....وتستمر مصر في الإنحدار إلى الأسفل فالأسفل ولكن أهم شيء البيكيني وشرم الشيخ ومارينا  ومعاهدة السلام لا يُمسوا وتكثر سلاسل الفنادق السبع نجوم وأشكال الرفاهية لطبقة لا تتعدى ال1%من الشعب ولتحكمنا في الإعلام ولأنتجنا آلاف الأفلام المتحررة (أيوة بقى ليبرالية بقى) لأن جائزة الأوسكار أهم مليون مرة من الفقراء والمساكين...وتولع الدنيا وفي آخر العام الموازنة مية مية وساكتين ع الفساد....وَلّا عايزين الإخوان هااااااه

أما لو كان المصريون هم المصريون أنفسهم ؟

لحدثت ثورة يناير ولأصبحنا هذا الشعب الجميل المليء بالتناقضات والميول والمشاحنات والثقافات ولأصبحنا "المصريين"



20 comments:

السندباد said...

الله الله الله الله يا على. روعة بجد وتحفة وجميييييييييييييييلة جدا فرحت قوى وأنا أقرأها. ربنا يجزيك خير يا هندسة :))))

Ahmed said...

7elwa awy ya aly.. estamer 3ala el tare2 di :D

Mohamed Ibrahim said...

مقال جميل جدا :)

علي فهمي said...

شكرا يا جماعة, سعيد إنه عجبكم

شريف صفوت said...

لو كان أغلب المصريين سلفيين لكنا أزلنا الظالمين بسهولة أكبر مما حدث ولكان الهدوء والاستقرار عاد بأسرع كثيراً (وربما ما كان غاب من الأساس)لأن السلفيين يغيرون النفوس بالتصفية والتربية وهي عملية طويلة تستغرق سنوات وسنوات لكنها وبلا شك أطول أثراً وأدوم عمراً وهي ببساطة التغيير الحقيقي أما تغير الرأس في 18 يوم فنتيجته الحتمية هو ما تراه الآن من تفرق وتشرذم
أما قولك أن أغلب الدروس ستكون عن اللحية والنقاب والختان فهذا يدل وسامحني في التعبير على عدم متابعتك لهذه الدروس من الأساس وأنا أطلب منك أن تدخل موقع طريق الإسلام وتختار أحد كبار السلفيين في مصر والعالم وهو الدكتور محمد إسماعيل المقدم وترى ما هي المواضيع والسلاسل التي يناقشها في دروسه (لا تسمع فقط تصفح العناوين) وأعتقد أنك من الصعوبة أن تجد موضوع لم يناقش من المواضيع الشرعية أو حتى الدنيوية
أما كلمة السياسة نجاسة فأخبرني من أين أتيت بها وأرجوك لا تحيلني على مجهول (هما اللي قالوا) خلاصة كلام السلفيين قبل الثورة أن السياسة وتعرفها ببساطة هو إدارة شؤون الأمة بما يحقق مصالحها أما عن الدخول فيها فقد كان يستلزم التنازل عن ثوابت شرعية نحن لسنا مضطرين للتنازل عنها وحتى لو تنازلنا عن الثوابت من أجل تحقيق بعض المصالح فلن نحققها أيضاً لأنه لن يسمح لك بتغيير أي شيء لأنك مجبر أن تكون أقلية ولنا في تجربة الإخوان 2005 عبرة
أما عن الميزة فهي موجودة بالفعل وهي أن الشعب يصلي ومحتشم

جزاك الله خيراً وأرجو أن يتسع صدرك لنقدي ومنتظر ردك

علي فهمي said...

أخي العزيز مصادري لما قلت هي نقلا من أخ فاضل عن الدكتور مازن السرساوي, ودكتور محمد إسماعيل المقدم له مني جزيل الإحترام ولكنه فرد في تيار شديد الإختلاف بين مشايخه (عكس الإخوان فهي جماعة) أما تصورك فهذا تصورك وهو يحترم ولكني لا أتفق معك, وأرى تصوري أكثر واقعية مع طبيعة الدروس, لأنه لعلمك أنا كنت من أشد المعجبين والمتابعين لقناة الناس ومشايخ السلفية عامة, أما بخصوص الرؤية السلفية للثوابت فأختلف معك تماما وأرى أنهم الآن يحللون ما كان محرما من قبل ولم يتغير شيء ولكن هم يغيروا رؤاهم
أما بخصوص رؤيتهم التربوية طويلة المدى فأنا لا أراها تتوافق مع المنهج النبوي

أما بخصوص أنك ترى أن ال18 يوم أدوا إلى التشرذم وإلى الذي ذكرته فأقول لك: ال18 يوم هم الذين أدوا إلى إنشاء أحزاب للسلفيين, الذين جعلوا مشايخ السلفية يعتلوا المنابر من بعد ما كانوا ممنوعين, ال18 يوم هم من جعلك الآن تتحدث بحرية وباقية المسلمين لتستمر في التصفية والتنقية والتربية كما تشاء

علي فهمي said...

أختلف معك بخصوص المساجد والحجاب, فهذا ليس سببه التيار السلفي بل سببه التيار الإسلامي ككل, ولو كان التيار السلفي هو السبب لكنا رأينا النقاب واللحى هما المنتشران لأنهما في رأي التيار السلفي فرض وهذا بالطبع لم يؤثر على عامة الشعب

شريف صفوت said...

يا أخ علي لقد طلبت عدم إحالتي على مجهول لكني طلبت دليل واقعي لكنك أحلتني على صديق لك قال هذا !!!
أنا لا أكذب صديقك الفاضل لكني لابد أن أرى سياق الحديث الكامل للشيخ الفاضل وهل إذا صح هذا الكلام يكون هذا هوالاتجاه العام للسلفيين!!!؟؟؟

أما الشيخ محمد اسماعيل والشيخ عبد المنعم الشحات مثلاً فهم أكثر الناس مناقشة لقضايا الواقع المعاصر لكن هذا لا يعني أن باقي المشايخ يقيمون واقعاً شديد الاختلاف بل هو خلاف التنوع فالشيخ أحمد حطيبة مثلاً يهتم بالجوانب الفقهية الشيخ ياسر برهامي يهتم بالجوانب العقائدية الشيخ سعيد عبد العظيم يهتم بالجوانب الدعوية وهكذا

التيار السلفي الأساسي في مصر وهو ما يضم 90% من السلفيين متفق تقريباً في كل أفكاره ليس التيار شديد الاختلاف كما تقول

أما أن السلفيين قد حللوا ما كان يرونه محرماً فلعلك تقصد أنهم أباحوا ما كان لديهم تحفظات عليه فهذا ينطبق عليه تغير الفتوى بتغير الأحوال والأزمان وليس وفق تغير الأهواء والمصالح فالكلام لم يتغير وإن شئت أزيدك في هذه النقطة أفعل

شريف صفوت said...

أما بخصوص قناةالناس فهي لازال لا يظهر عليها أي من الشيوخ المؤثرين إلا نادراًفقبل الثورة كانوا ممنوعين من الظهور وبعد الثورةلازالوا لا يحبذوا الظهور ولديهم الكثير من المشاغل وكذلك بعد المسافة عامل مؤثر

أما الرؤية التربوية طويلة المدى أنا أرى أنها عين المنهج النوي فالمرحلة المكية التي استمرت 13 عاماً كان أغلبها تربية للأصحاب في دار الأرقم ورغم أن هذه التربية استغرقت أغلب وقت الدعوة فقد أجنبت رجال حافظوا على ديميومة الدولة الإسلامية قبل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذا ما أعنيه بأن أوقات الثورات القصيرة ينتج بعدها تشرذم ما لم تكن مسبوقة بتربية طويلة توحد الثوابت وتصنع المشتركات داخل الكثير من الأشخاص القائمين على هذه الثورة وتصبح الرؤية أبعد من اسقاط حاكم ظالم وتكون أبعد وأعمق من هذا في مجال البناء أيضاً كما كانت في مجال هدم الظلم
وهذا ما عنيته بالكلام عن ال18 يوم وليس انتقاصاً من هذه الأيام أو إنكاراً لفضل الثورة فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله لكنه واقع حتمي لابد من حدوثه

شريف صفوت said...

الفارق الذي أريد أن أوضحه بين السلفية وبين جماعة الإخوان أن السلفية مدرسة فكرية ودعوة أما الأخوان المسلمون فهم جماعة ومعنى أنهم جماعة أن لهم إمام وبيعة وقسم أي يقسموا على طاعة هذا الإمام ويبايعوه على السمع والطاعة والكثير منهم يخالف آراء كبار الإخوان لكنه لا يملك إلا أن يؤيدهم وهذا ما يظهر الإخوان وكأنهم رأي واحد بينما السلفية تبدو وكأنها العديد من السلفيات الإخوان يختارون أعضائهم بعناية (هم الذين يختاروا) أما السلفية فهي دعوة ومنهج يقبل به من يقبل وليس به تحجير على انضمام أو عدم انضمام أحد إليه ورغم ذلك فالسلفيين 90% منهم شبه متوحدون في الأفكار والقناعات والثوابت والمنطلقات


لا أعرف ماذا قلت أنا في شأن المساجد والحجاب حتى تختلف معي فيه فأوضح لي من فضلك

أخي علي لو ترى أي تجاوز مني في الكلام نبهني إليه لأني لا أحب أن أغضبك ولا أحب أن تسيء فهمي في موضع رددت عليك فيه بل كل ما أفعله محاولة توصيل وجهة نظري
شكر الله لك ما تفعله وجزاك خيراً ونفع بك واعذرني على طول نقدي لم أجد مساحات لأمتدح فيها مقالاتك وهذا ليس إنصافاً مني
لكنها وبدون شك رائعة تحياتي لك دوما

علي فهمي said...

أخي العزيز, والله لا داعي أبداأن تمدح في المقالة يكفي أدب أخلاقك وأحسبنا نتفقان كثيرا في نقاط عدة, وفي النهاية نريد الخير للأمة وحتى لو اختلفنا في وجهات النظر.

أما بخصوص النقطة الأولى, فإعتبرني لم أقلها إن كنت تريد دليلا ماديا فهو ليس لدي, ولكن من قال لي هذا زميل في العمل سلفي وكان متجنبا للثورة وكان يحضر لأغلب شيوخ السلفية وعلى ما أذكر كان يحضر أغلبها في مسجد في العتبة عن سوق الأزبكية, وأنا أثق في كلامه وأحسبه على خير ولا أزكيه على الله, ولكن عموما لا أطيل

علي فهمي said...

أما بخصوص الشيخ الشحات فأنا آخذ عليه شيئا واحدا, ألا وهو ما ينقص جميع التيار الإسلامي ككل وهو التحدث الإعلامي وإن حسنت النوايا فلا ينبغي عليك أن تصف الحذارة الفرعونية بالعفنة في مصر وفي هذا التوقيت !!!! ما الداعي أصلا لهذا التصريح, وتصريحه عن إعجابه بالنموذج السعودي القضائي والتشريعي !!!!! وكثير من تصريحاته التي من الأفضل أن لا تذكر لمنع الفتن وبالأخص في هذه الفترة الحرجة, وبالنسبة للشيخ المقدم فليس لدي أي تعليق كما ذكرت وله مني كل الإحترام, ولم أتكلم عليه أيضا, أنا أقول أن هناك إختلافا كثيرا في هذا التيار وليس مطلوب من الشخص العادي أن يفرق بين ال10% وال90% فكل من دعى لدعوة السلفية تلقائيا يحسب على الدعوة وليس لأحد الحق أن يضيف شيخا أو يستثني شيخا ويقول أنه من ال 10%, ولكن الدعوة تأتينا كما هي بصورتها الكاملة بعيوبها ومميزاتها ويكفي موقف الدعوة السلفية قبل الثورة لكي نعي كم التناقد في رموزها, وهذا ليس له مجال للجدل...الإختلاف كان واضحا.....من محرم بالكلية إلى محلل فيما بعد إلى محرم لآخر يوم, وهذا أيضا عن تجربة ولم يسع لي الوقت لأن أحضر الأدلة وقتها لأني لم أكن أعلم أن هذا الجدل سوف يحدث يوما ما, ولكن يكفيني أني محاط بسلفيين في عائلتي وعملي وأصدقائي وعلى الفيس بوك ولا أتكلم عن جهل

علي فهمي said...

أما بخصوص الدعوة السلفية ومقارنتها بأول 13 عام في السيرة النبوية فأنا لا أراها تتوافق معها تماما, لماذا ؟ الرسول صل الله عليه وسلم ربى الصحابة واكتفى بهم ليقوم ببناء دولة في بلد أخرى مجاورة وكانت الدولة الأولى (مكة) دولة كافرة من الأساس, ولكي أوضح أكثر, أنا أرى أن ما يفعله الإخوان هو يشبه لما فعله النبي فهم لديهم علماء يدعون وفي نفس الوقت هم يكتفون بتربية أنفسهم في الأسر كما كان يفعل الرسول صل الله عليه وسلمم في دار الأرقم, ولكنني أرى الدعوة السلفية لا تتعدى نطاق الدعوة الأولى لجميع الناس والوقوف عند الرقائق والعبادات ولا يتعدون هذه الفترة وكأنهم يعيشون في بلدة كافرة (روسيا, الصين, أمريكا) يا أخي الفارق بالنسبة لي أننا نعيش في دولة إسامية ودستورها ينص على ذلك وإن كان هناك قمع للإسلاميين ولكن السلفيون يتعاملون وكأنهم يعيشون في دولة كافرة ومحاطون بكفار ككفار قريش ويريدون أن يقتلوا الدعاة ويعدموهم, هذا ليس المشهد حسب ما أرى, وأرى أن دخول العمل السياسي في ظل دولة إسلامية بها أخطاء يختلف تماما عن حياة النبي صل الله عليه وسلم وسط كفار قريش الذين يقاتلونه في دينه ويعذبون من دخل في الإسلام, وأنا أرى من وجهة نظري أن هذه الفترة كانت أيام عبد الناصر لأنه فعلا كان يُعَذَّب من كان يدعو لإقامة الشرع ولا يوجد مجال للعمل السياسي أصلا.

فأنا لا أرى أن الدعوة السلفية قد ربت فريقا من المسلمين كما فعل الرسول صل الله عليه وسلم ولم أراهم في ظروف مثل ظروف مكة, ولا أراهم مضطرون للحديث عن نفس الفترة المكية التي كانت وسط الكفار والتعذيب على مدار عشرين سنة !! هذا رأيي

ويا ريت تزيدني في هذه النقطة التي أثرتها, أنا أعلم أن السلفيين كانوا يصفون الإخوان أنهم من الفئة الضالة لأنهم يشتركون في العمل السياسي (الديموقراطي الكافر) وينشئون حزبا والأحزاب محرمة أيضا...أرجوك إشرح لي

علي فهمي said...

أما عن رؤيتك عن ديمومة الدولة بعد موت النبي وعدم التشرذم فأذكرك بأحداث الفتنة الكبرى وأنها حدثت بين أفضل الصحابة الكرام واجتماع الثقيفة حدث أيضا بين أفضل الصحابة الكرام, والذين إرتدوا كانوا قد إرتدوا وقت وجود الخليفة أبي بكر الصديق وحولة كل الصحابة الكرام وحدث الخلاف الشهير حول حروب الردة بين أفضل الصحابة الكرام وحروب الردة وفتنة الردة في حد ذاتها حدثت بعد موت الرسول ولم توأد هذه الفتن إلا بفضل الله سواء الفتنة الكبرى أو إجتماع الثقيفة أو حروب الردة ولا أرى تشرذما في حياتي وفرقة كالتي حدثت وقت الفتنة الكبرى فلا تقول لي أن الدعوة السليمة لا تنتج فتن وتشرذم, لأن الإختلاف على الحق سنة كونية حتى بين أفاضل الناس

شريف صفوت said...

أخي علي المواضيع كثيرة والنقاط عديدة لكني سأحول أن أجلي بعضها
أولاً موقفك من الشيخ عبد المنعم الشحات أتفق معك فيه فحتى لو كان هذا رأيه فليس هذا وقت إعلان هذا الرأي
لكن هو له منطق معين أنه يعلن عن رأيه بكل وضوح وصراحة مهما كانت الظروف
لكن هل هذا هو المنطق المناسب للعمل السياسي ؟
أظن لا
لكنه شخص يمتلك رؤية سياسية ثاقبة وله دراية وخبرة واسعة بفقه الواقع وهو من أحب الناس إلى قلبي وأسأل الله أن يحفظه

شريف صفوت said...

فبعض الجماعات والاتجاهات اهتمامه الأكبر طلب العلم بأنواعه (...) وبعض الجماعات اهتمامه بالدعوة والتبليغ، وبعضها بالجهاد في سبيل الله، ومنها ما يكون اهتمامه بالتواجد في مراكز التأثير في المجتمع، من خلال العمل المنظم كالنقابات ونحوها والمواقع الاقتصادية، أو في العمل السياسي عند من يرى جوازه ومشروعيته (كالإخوان)، ولا شك أن هذا التنوع مطلوب وليس بمذموم، بل تحقيق التكامل فيه بين الاتجاهات الإسلامية هو ما يحقق للصحوة كل خير،

ياسر برهامي من كتاب فقه الخلاف

وهذا دليل عملي من كتاب لواحد من كبار السلفيين ومنظريهم في مصر وهو الشيخ ياسر برهامي وأعتقد أن بعد هذا الكلام لا يمكن أن يكون السلفيين قد قالوا هذه المقولة الفاحشة أن الإخوان من الفئة الضالة هذا والله قولاً عظيماً

لكنك قد تجد بعض الأخوة من السلفيين الغير منضبطين الذين تثيرهم بعض مخالفات جماعة الإخوان يقولون مثل هذا الكلام لكن هذا راجع لجهلهم وقلة علمهم واندفاعهم لا أكثر

شريف صفوت said...

بالنسبة لأي النماذج هي أقرب لنموذج بناء الدولة الإسلامية في عهد الرسول
النموذج السلفي وهذا رأيي أو النموذج الإخواني وهذا رأيك
فالسلفيين والإخوان موجودون وما بقي هو بناء الدولة الإسلامية بأي طريقة سواء هذا أو ذاك

بالنسبة للسلفيين والمشاركة السياسية وتغير الموقف فهذه مقلالت فيها توضيح للموقف بشكل كامل لأن الكلام في هذا الموضوع يطول

http://www.salafvoice.com/search.php?Submit=%C7%C8%CD%CB&criteria=%C7%E1%D3%ED%C7%D3%C9&searchin=0&al=1

علي فهمي said...

والله يا أخي أنا أحبك في الله واستمتعت كثيرا بالمناقشة واستفدت أيضا, ولكي تعلم تأكيدي لكلامك عن التكامل وإثباتا لحبي للتيار السلفي وأني والله دائما أنقد نقد المحب وليس المهاجم أدعوك لقراءة تدوينة قديمة لي بعنوان (اللي باظ في المسجد مايتصلحش في التوك شو) http://alyfahmy.blogspot.com/2011/06/blog-post_27.html

شريف صفوت said...

وأنا ايضاً يا أخي أحبك في الله وسأقرأ كل مقالاتك لأني استشعر فيك الأنصاف والثقافة العالية وأسمحلي أن استأذنك في نقل بعضها موقعاً بأسمك إلى صفحتي على القيس بوك ويا حبذا لو أضفتني على الفيس بوك
http://www.facebook.com/sherif20
تحياتي واحترامي لك

علي فهمي said...

أكيد طبعا, تستطيع أن تنشر ما تريد تحت إسمي, هذا يشرفني