Monday, January 30, 2012

التحيز الأعمى

عندما خطب مبارك خطابه الثاني الذي قطع قلوب الجميع ولمس عواطفهم لدرجة أن الفنان محمد فؤاد صرخ وبكى وفعل مثله الفنان أحمد بدير وبكت الإعلامية منى الشاذلي ومعتز الدمرداش ورجل الأعمال نجيب ساويرس ....وانهار مصطفى بكري وقال أن المعتصمين يجب أن يرجعوا بيوتهم فور هذا الخطاب لاستكمال الحياة الطبيعية !!

وانهار كثيرون من الثوار أنفسهم على الفيس بوك من أصدقائي ..منهم من نزل يوم  ۲٥ يناير ومنهم من نزل يوم  ۲۸ يناير

الغريب أن وسط كل ذلك كان هناك مشهد غريب حيث تجد الإعلامي المحترف والمحترم والمحبوب من قِبَل كثير من الثوار والإعلاميين والأدباء الثائرين الأستاذ يسري فودة يقول كلاما غريبا في تعليق له في برنامج, ماذا قال: إن كلمة مبارك "رشقت" في قلبه وفي قلوب كل الشعب المصري وأننا يجب أن نعطي مبارك "الفرصة" لكي ينفذ ما وعد به في الست شهور !! وأن أكثر ما يطمئنه ويعطيه الأمل هو وجود رجلين "وطنيين" مثل عمر سليمان وأحمد شفيق !!!!!!!

بعد كل هذه الفتن وبكل صراحة لم يثبت في هذه الفتنة على موقفه على ما أذكر إلا:
- د. محمد البرادعي ود. أيمن نور وبعض السياسيين لا أذكرهم بالإسم
- الممثلة تيسير فهمي وشيريهان (التي قالت أنها لولا سرطان الدم لكانت تبرعت لمصابي الثورة بدمها - ربنا يشفيها ويعافيها) وبعض الرموز الفنية الذين لا أذكرهم بالإسم للأسف !! 
- الإخوان
- قوى ثورية ولا أذكر أيا منها بالأخص لأني للأسف لم أكن متابعا لهذه الحركات آنذاك ولكن مؤكد حركة ٦ أبريل كانت في المقدمة.
- بعض النشطاء مثل نوارة نجم وأكيد لا أذكرهم جميعا لعدم تسليط الإعلام على الأشخاص مثل هذه الأيام

كنت من ضمن من تأثروا للحظات بل وفرحت لأنه سوف يرحل أخيرا بعد ست شهور ثم أفقت فورا عندما سمعت الإعادة مرة واحدة: "لم أكن أنتوي الترشح لفترة رئاسية مقبلة" !!!! ثم راجعت مشهد الثلاثين عام بوعود ووعود ولم تنفذ وأننا لا ينبغي أن نكون شعب وعود وعواطف وهذه الكلمة الماكرة خير دليل على فساد النوايا...."لم أكن أنتوي" كلمة في منتهى الميوعة السياسية ولا تلزمه بأي شيء....ثم تجده يسند قضايا طعن شرعية أعضاء مجلس الشعب لفتحي سرور وهو أصلا مطعون في شرعيته !!! كل هذا كلام فارغ لا يصدقه غير "الغلابة"

ولكن للأسف صدقه الكثير "الغلابة" بسبب العاطفة المفرطة لدى الكثيرين منا

ولكني لكي آخذ قرار النزول وسط كل هذا الإحباط ممن حولي سألت نفسي ثلاثة أسئلة:

١- ماذا سوف أقول لأكثر من ٥٠٠٠ مصاب منهم من فقد عينه ومنهم من فقد قدمه ومنهم من فقد يده وهم الآن ملقون في المستشفيات ومنهم حالات خطيرة ينتظرون الموت وفي العناية المركزة...كل هؤلاء ينتظرون منا خبر نجاح الثورة....هل سأقول لهم "روحت عشان الخطاب كان مؤثر عاطفيا" ؟
هل فقدوا أعينهم وأيديهم واقدامهم لكي ارحل في منتصف الطريق ؟

٢- هل قُتِل أكثر من ١٣٠٠ شهيد لكي ارحل الآن بسبب خطاب رومانسي من دكتاتور وطاغية ؟

٣- هل سأترك الإخوان ؟

وهنا لي وقفة.............لمَ بالأخص الإخوان ؟

كلنا يعلم أن الإخوان هم المقيمون الدائمون لمعتقلات مبارك ولكل فرد في الجماعة ملف في أمن الدولة باسمه وعنوانه وتاريخه وكل ما يخصه هو وعائلته, وإعتقالهم في أي وقت والحكم عليهم في المحاكم العسكرية بأي حكم هو أسهل ما يمكن وهم على عكس النشطاء اليساريين الذين إذا لُمِسوا يتم التهليل لهم من قِبَل منظمات حقوق الانسان في الداخل والخارج

وبالتالي أنا أعلم جيدا ان "الليلة دي لو انفضت ورَوَّحنا كلنا" أول من سيزج بهم في المعتقلات "وبمنتهى السهولة والسلاسة" هم الإخوان ولن يشعر بهم أحد....

إذا كنت لا تصدقني إسأل نفسك هل شعرت بأي مشكلة طوال حياتك بسبب اعتقال الإخوان و تعذيبهم ...لا !! الشعب شعر بالمشكلة عندما رأى انتهاكات الشرطة لعوام الشعب (أمثال خالد سعيد وسيد بلال وغيرهم رحمهم الله جميعا) لكن بالنسبة للإخوان فالشعب تعود على أنهم أعضاء المحظورة ومكانهم الطبيعي هو المعتقلات والسجون !! أليس كذلك ؟

والغريب والمثير للدهشة انك لم تجد وقتها من يقف مع الإخوان -من الشباب الذي يسب الإخوان هذه الأيام- من يقف في وجه مبارك ! اللهم إلا بعض النشطاء اليساريين وهذا السجل النضالي المشترك يحسب لهم أمام التاريخ وأمام الإخوان بالتأكيد !

وبالنسبة للبرادعي فأنا أعلم جيدا أنه يتمتع بحصانة دولية وجاء مصر وهو يعلم ذلك وهو نفسه قال ذلك من قبل في حوار أجراه معه أستاذ مجدي الجلاد، وبالتالي فلن يحدث له شيئا

من المؤكد أن أعضاء حركة ٦ أبريل كانوا سيكونون من ضمن هؤلاء الذين سوف يُسَلَّموا إلى المعتقلات سريعا ولكني أعلم جيدا من يقيم في السجون بالأعوام....وأعلم الحد الأقصى من الشهور تقريبا لأي ناشط سياسي بعد "الزن" المتواصل والضغط الداخلي والخارجي والذي لا يحدث مع الإخوان إطلاقا

هذا بغض النظر عن بعض ما قرأت من مقالات في جريدة الدستور ومقالات لدكتور صلاح سلطان والشيخ يوسف القرضاوي وصفحة كلنا خالد سعيد ولكن تلك هي محفزاتي الرئيسية

ولذلك نزلت

ليه بقى أنا كتبت التدوينة دي ؟

عشان أقول إن يسري فودة اللي قال إن أحمد شفيق وعمر سليمان وطنيين وطالب بإعطاء مبارك الفرصة ست شهور...ماحدش بيهاجمه بل لا زال يحتفظ باحترامه !!
عشان أقول إن ساويرس اللي عيط على مبارك....ينال احترام غالبية الليبراليين !!
عشان أقول إن اللي فضلوا ف الميدان واتبهدلوا في موقعة الجمل بعد ما بكي ساويرس وشهد فوده شهاداته العظيمة هم دلوقتي اللي بيتشتموا وبيتخونوا..!!!

أنا بقى لا عايز حد يخون يسري فودة ولا ساويرس بس أتمنى أن نشفى من مرض "التحيز الأعمى" الذي أصبنا به بعد الثورة

Sunday, January 29, 2012

فلنتخيل العكس ونحكم

لنتخيل معا

الزمن: 25 يناير 2012

المكان: ميدان التحرير

يبدأ اليوم ويقوم بعض الثوار بنصب منصة مكتوب عليها (العيد الأول لثورة يناير) ويبدأون الإحتفال...ويبدأ رامي عصام بالغناء ثم فرقة إسكندريللا بغناء الأغاني الوطنية......

ثم يأتي الإخوان المسلمون ليهتفوا ضد الثوار لأنهم خانوا الثورة ونسوا دماء الشهداء وجاءوا للإحتفال !

ثم يبدأ الإخوان بسب الثوار والهتاف بصوت عال...فيقوم الثوار بتشغيل قرآن ويعلون الصوت....فيرفع الإخوان الأحذية...فيقول الثوار من على المنصة "أحذيتكم فوق رؤوسنا"

ثم يبدأ الإخوان بسب الثوار وتخوينهم هم وقياداتهم بالأسماء .... فيتحمل الثوار...فيتهجم بعض الإخوان على الثوار ويقومون بإصابة أكثر من عشرة منهم ورش سائل سام على عين واحد من الثوار فيصاب بالعمى المؤقت نتيجة لتشنج في القرنية (على حد علمي) !

يا ترى ما هو موقفنا من الثوار آنذاك ؟ وهل سيتم الهجوم وقتها على الثوار المحتفلون كما هوجم الإخوان وحلل البعض سبهم بل وضربهم لأنهم جاءوا للإحتفال "ويستاهلوا" ؟؟

أحكم بنفسك....

على فكرة....أنا ضد الإحتفال !

Saturday, January 28, 2012

ماذا لو قالت الأغلبية "لا"


يا ترى لو قالت الأغلبية "لا"

هل ستقوم فورا أقلية (نعم) بوصف الشعب بالجاهل وعليهم (الأقلية) أن يبدأوا في تنويره وتثقيفه ليعرف مصلحته ؟

هل ستقوم أقلية نعم بالدعاية لمليونيات (الإنتخابات أولا) ؟؟؟


هل سيقوم بعض ممثلي أقلية "نعم" بالذهاب يوميا للمجلس العسكري ليضع مبادئ فوق دستورية تضمن "إسلامية الدولة" في إعلان دستوري وبشكل ملزم كما فعل بعض الليبراليين وساندتهم فيها بعض القوى السياسية الليبرالية والحركات الثورية سواء بالدعم أو بالصمت ؟؟!!

هل لو تم ذلك ووافق المجلس أن يقوم بهذه الخطوة هل سينتفض الإسلاميون من أجل الدفاع عن اختيار الشعب وعدم وضع هذه الوثيقة ولو كانت للحفاظ على الشريعة الإسلامية بحيث أنه ليس من الصحيح أن ننفذ ما هو صحيح بشكل غير صحيح ؟

وهل لو جاء الدكتور علي السلمي بوثيقة تضمن "إسلامية" الدولة وبها صلاحيات وامتيازات تجعلهم فوق سيادة الدولة للجيش وعدم محاسبتهم أو مناقشة ميزانيتهم هل ستتجاهل القوى الإسلامية هذا التعدي السافر على التحرك الديموقراطي من أجل بند الشريعة كما فعل بعض الليبراليين واليساريين من المناداة لهذه الوثيقة من قِبَل البعض وغض للطرف عن وثيقة السلمي لأنه يخدم الليبرالية  من قِبَل البعض الآخر؟؟!!

هل سوف يصف الإسلاميون خصومهم بالعمالة الأمريكية (المتمثلة في المجلس العسكري الذي سمحوا له باختيار كل شيء "لجنة صياغة الدستور ومجلس رئاسي ودستور مؤقت") وعمل صفقات مع المجلس العسكري !!

هل سيستغل الإسلاميون كل حادث ودماء الشهداء ليل نهار للإنقلاب على نتيجة الدستور والمطالبة بانتخابات تشريعية في أقرب وقت لأنه المخرج الوحيد من هذه الفوضى ؟؟!!

هل سيرفض الإسلاميون أي انجاز سياسي على أساس أنه حدث تحت مظلة الحكم العسكري وبشكل وصائي غير ديمقراطي وأن على الأغلبية (الجاهلة) أن يلحقوا نفسهم ويسمعوا الكلام 

لا أعلم

Thursday, January 26, 2012

مكاسب الثورة بعد عام

١. كسر حاجز الخوف وتتمثل في جرأة الشعب واستعداده الدائم لمواصلة التظاهر والمسيرات

٢. متابعة الشباب للسياسة والنقد والتحليل

٣. مجلس شعب منتخب لأول مرة منذ ٦٠ سنة

٤. عدم سيطرة فصيل واحد ع مجلس الشعب كما كان الحال مع الحزب الوطني

٥. التيار الإسلامي يمارس الحياة السياسية لأول مرة بعد عقود من الإقصاء والاعتقال والتعذيب

٦. حرية الرأي

٧. رجوع رونق مهنتين كانتا قد فقدتا رونقهما ف العقود الماضية، ألا وهما: المحاماة والصحافة، وذلك بسبب النشطاء الحقوقيين والتغطية الصحفية المحترفة وجرأة كل منهما ودورهما قبل وخلال الثورة من فضح للنظام.

٨. اهتمام الفتيات المصريات بالسياسة وظهورهن بكل قوة في المشهد الثوري, والسياسي ولكن بشكل أقل, بل وإحراج بعض الرجال في مواقف كثيرة

٩. ظهور بعض الكوادر كمرشحين للرئاسة وذلك أدى إلى وجود منافسة لأول مرة في تاريخ مصر على رئاسة مصر !

١٠. وضع مبارك في قفص الاتهام (وإن كان هزليا) ولكن تم وضعه هو وأبناءه في قفص الاتهام "وهذا يعد ذلا في حد ذاته لديكتاتور مثله كان يحكم مصر منذ ثلاثين عاما ويحلم بالتوريث"

١١. أصبح لدينا في مصر تنوع فكري لبداية لحياة سياسية تنافسية، فأصبح لدينا ثوريين وإصلاحيين وليبراليين وإسلاميين وقوميين ..إلخ

١٢. الحزب الوطني أصبح "عيبة" بعدما كان يتمسح به القريب والبعيد ليأخذ "عضمة" هنا أو هناك

١٣. أسامة سريا وممتاز القط اختفيا من الساحة الصحفية.....الحمد لله

١٤. رجوع العلماء المنفيين خارج مصر ورجوع الشيوخ الممنوعين من الخطابة للمساجد وعدم مراقبة أمن الدولة للمنابر واستدعاء الأئمة للتحقيق كل يوم

١٥. يوجد أمل للتطهير وإن كان يوجد معوقات، ولكن يوجد أمل عند الجميع بالتطهير

١٦. إظهار عيوب التيار الإسلامي في الإعلام والصحافة جعلهم يواجهون المشاكل التي لم يكونوا يشعرون بها من قبل وذلك لاحساسهم الدائم بأنهم مظلومون واحاطتهم الدائمة بمن يحبونهم ويساندوهم ويسمعونهم وعدم نقدهم هذا النقد اللاذع وهو بالتأكيد في مصلحتهم

١٧. أصبح الجميع يتكلم ويُدَوّن وينزل ويقول ما بداخله ويدافع عن قناعاته ويحضر المسيرات والصالونات الثقافية والمنتديات و"يَعُك" ويختار ثم يتعلم...أصبح لدينا وعي وحراك سياسي

١٨. رأينا المتحولين والكاذبين والجبناء والمتلونين

١٩. رأينا الرأي الآخر..... ورأى الآخر رأينا !

٢٠. أصبح الكثير منا يوسع من رؤيته للناس ليتقبل من هم مختلفين معه في الفكر ومتفين في الوطنية وحب مصر

أكتر حاجة مزعلاني بعد الثورة هي التفكك بين التيار الثوري والشباب والتيار الإسلامي..كنت أتمنى ان ارى رفقاء الثورة في تحالف واحد قوي وننتخبه كلنا يقف في وجه الفلول..حلم ساذج أنا عارف

Monday, January 9, 2012

نقد لشباب الثورة

شباب الثورة

شباب الثورة ليسوا جميعا شيئا واحدا أو فكرا واحدا, ولكن شاء القدر أن من ينزلون في أي إعتصام أو جمعة أو وقفة أو مظاهرة أن يُدعى عليهم إسم (شباب الثورة) حتى إنني إقتنعت أنه لو قام ظباط أمن الدولة بالإعتصام لاعتصموا معهم من باب الإعتصام والإعتراض على أي شيء !! هؤلاء الشباب هم إما شباب ذو طابع يساري (تابعون لفقرة ماذا لو كان المصريون يساريين في التدوينة السابقة) وإما حديثو عهدهم بالسياسة وأول تجربة لهم بالسياسة هي (الثورة) ومن ثم لديهم رصيد هائل ثوري لم يُستغل بعد وأيضا هم دائموا المتابعة لتويتر والفيس بوك يتابعون النشطاء السياسيين وماطرح مايروحوا يروحوا وزي مايقولوا يقولوا !!

هؤلاء الشباب يتميزون بخاصيات فريدة: سب الشيوخ, سب الإخوان, سب السلفيين, تمجيد النشطاء, التخوين لكل من لا ينزل معهم في أي تحرك أيا كان, ويصدرون الفتوى فورا أنه من العبيد المنقاد.

لو لاحظت في البداية كان أغلب هذا الشباب قد قالوا في الإستفتاء (لا) وبكل ثقة وحماس (أنا لا أتكلم عن الذين قالوا لا وهم يعلمون أبعاد القرار), ولكن الغريب أنني عندما أتكلم مع واحد منهم هل قلت "لا" لكي تأتي بخمس رؤساء ليحكموا مصر وبينهم عسكري ؟ هل تؤمن أصلا بأن خمس رؤساء يشكلون مجلسا رئاسيا من تيارات مختلفة على سبيل المثال (يساري, ليبرالي, إسلامي, قبطي, عسكري) وسوف يتفقون على قرار ويحكمون مصر لمدة سنة أو إثنين أو ثلاثة أو خمسة أو أكثر وبدون برلمان إلى أن تتجهز الأحزاب وتقول (خلاويص إعملوا إنتخابات) ؟ يقول لي (لا, لا أقتنع بهذا, أنا بس كنت عاوز نبتدي على نضافة ومش عاوز واحد عسكري) !!!!!!! أسأله وهل تؤمن في مصر أن خمسة رؤساء سوف يتفقون على رأي واحد في أي قرار كان ؟؟؟؟ يقول وهو يضحك "لأ بصراحة" !!!

كلنا متفقون أن الدستور يجب أن يكتب أولا هذا هو الترتيب الصحيح وبكل المقاييس ولكن هل أنت مقتنع أن "النضافة" هي أن يختار لك المجلس العسكري ألف شخص لكي تختار منهم مئة شخص ليصيغوا لك دستورك ؟ يقول لا, مش ده اللي كنت عاوزه, أقول له, ولكن هذا الذي اخترته أنت !!! يقول وهو يحاول أن يجد حلا: ماهو المجلس وقتها كان كويس !!!!

فأرد: أنت عندما قلت "لا" كنت قد رضيت بكل ما أنت الآن ترفضه أمامي !!!!!!!!

فيرد أن المجلس لم يتعهد بالست الشهور, فأقول له أنت كنت ستعطيه أكثر من ذلك ب"لا" كنت ستعطيه كل شيء: صياغة دستور, فترة إنتقالية مفتوحة المدى وبدون برلمان وبمنتهى الرضى.

فتجد علامات الإستفهام والتعجب وينتهي الكلام أن المجلس ابن ستين في سبعين وزنقنا في كورنر ........إلخ

مرة سألت واحد كان بيقول إنتخبوا الثورة مستمرة عشان: هم الوحيدين اللي ضد حكم العسكر, واللي ضد المحاكم العسكرية, واللي ضد الطوارئ....سألته طيب وبعد مايمشوا العسكر وينهوا حالة الطوارئ والمحاكمات العسكرية هيعملوا إيه ؟ ماردش !!! هم ضد وضد وضد..طب إيه برنامجهم ؟؟؟؟؟ ولا هم دايما ضد وخلاص ؟؟؟؟

أنا ماعنديش أي مانع إن هؤلاء الشباب يعملوا أي حاجة, ينتخبوا أي حد, يرموا طوب, يشتموا العسكر, يتظاهروا, يعتصموا, يقفلوا المترو, يقفلوا مجمع التحرير, يحرضوا على غلق قناة السويس, إن شا الله يموتوا المشير أو يموتوني أنا شخصيا...يعملوا أي شيء بس يكونوا فاهمين هم بيعملوا كده ليه, ومايخونوش حد ولا يسبوا حد بس كده


ملحوظة .. بعد هجوم بعض الناس على هذه التدوينة ووصفي بعدم تقدير من يثورون وينزلون الشارع وأنني غير مقدر للمجهود الثوري العظيم الذي يُبذل (وإن كان في الطريق الخطأ) أردت فقط أن أضيف نقطتين:
أولا. أنا شاركت في أغلب الوقفات والمليونيات على مدار السنة الماضية وأي وقفة لم أشترك بها كان موقفي واضحا وعندي الحجة الكافية وشاركت مؤخرا في أحداث محمد محمود ولا أريد مزايدة من أحد على أنني "أنقد" إذا أنا لست "من" أو "مع" شباب الثورة.
ثانيا. أنا أتكلم على القطيع الذي ينجرف وراء فئة ما (هي تفهم جيدا ما تفعل) ولكن هو لا يعي ولا يفهم, وأنا أعذره, ولكن من حقي أن أنقده, كما ينتقد غيري من يتبع التيار الإسلامي ويلغي عقله....

هذا نقد أخوي قبل أي شيء....وساخر أيضا...عشان كده هيحرق دمك شوية لو إنت منهم

Sunday, January 8, 2012

ماذا لو كان المصريون

في هذه التدوينة أحاول أن أتخيل المجتمع المصري وكأنه جميعا أو أغلبه تيار أوفكر واحد -وهذا بالطبع مستحيل- وبالتالي لكي يعي كل واحد منا أننا جميعا يحتاج بعضنا البعض........

لو كان أغلب المصريين سلفيين:

لَكُنا جميعا حرمنا الخروج عن الحاكم وإستسلمنا للتوريث على أنه تنفيذ الحديث الضعيف (من أعمالكم يُولّى عليكم) ونحن أعمالنا (مهببة ونستاهل) ونستمر في نقد أنفسنا على أننا عندما نصلح أنفسنا سوف يمن الله علينا بمن هو أهل للخلافة والقيادة ولتوافدنا جميعا على المساجد لنستمع دروسا وفيرة ومتعمقة ومُسهبة عن أهمية النقاب واللحية وتقصير الثوب ووجوب الختان وتحريم الديموقراطية والأحزاب السياسية وفي نفس الوقت تحريم الخروج عن الحاكم لما فيه من أشكال الدمار والفتنة ولسكتنا على سحل أي سلفي منا أو قتله (مثلما حدث في حادثة سيد بلال رحمه الله) ولسكتنا عن كل جرائم الحكومة وتجاوزاتها كما قال الشيخ ياسر برهامي وقت قتل سيد بلال (رحمه الله) أننا لا يجب أن نفعل شيئا لأننا مثل بني إسرائيل (مستضعفين) وكما رد وقتها بالآية الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم...قال موسى لقومه إستعينوا بالله واصبروا....صدق الله العظيم) فلا وقفة لسيد بلال ولا خالد سعيد ولا غيره ولا كلام في السياسة لأن السياسة (نجاسة) حسب قول بعض شيوخ السلفية قبل الثورة......ولعشنا في هذا الجو....ولكن الميزة الوحيدة هي : شعب يصلي في المسجد ومحتشم !

لو كان  أغلب المصريين إخوان:

الإخوان بطبيعتهم تيار إصلاحي, يصلحون على الوضع القائم لا يغيرون شيئا من الجذر ولكن يأخذون الوضع كما هو ويحاولون أن يستخدموا الأدوات المتاحة بحيث لا يتناقض مع أصول الشرع والثوابت ويبدأون الإصلاح رويدا رويدا...حتى في مظاهراتهم ..هم لا يهتفون هتافا ضد مبارك أو فيه سبة لمبارك لأن هذا يمكن أن يوئد المظاهرة كلها فهم يهتفون هتافات في لب الموضوع لإيصال الرسالة والهتافات يقوم بها شخص واحد ومكتوبة ومنظمة حسب كل حدث والوقفات لها مواعيد للبدئ والإنتهاء....في منتهى الإنتظام- وبالطبع سيعمل الشعب كله على أن يخدم بعضه البعض كما يفعل الإخوان من خدمات في العشوائيات وغيره وهذا ليس له علاقة بالإنتخابات فهم يخدمون الناس بغض النظر عن إنتخابات أو خلافه, سيدخل الشعب كله الإنتخابات وينتخب ولكن مع النظام القمعي ستزور الإنتخابات كما حدث في 2010 ولن يكسب أحد من المحترمين إلا القليل الغير مؤثر... وسنعترض على نتيجة الإنتخابات أيضا ونقدم الطعون ولكن يبقى الشعب إصلاحيا يهاب المعتقلات لأنها مليئة به ويفتقد الجانب الثوري وبالتالي لن تقوم ثورة مع كل هذا الإبهار والنظام والمجهود.....

لو كان أغلب المصريين يساريين:

لحدثت ثورة على غرار الثورات الشيوعية ولأصبحت مصر دولة شيوعية تتحكم فيها الطبقة الكادحة في الثورة والسلطة ولأُعدم كل من كان يمتلك مرسيدس أو فيلا ولطُبقت أحكام ثورية (بلا قانون بلا نيلة - ده كلام فارغ) وسنطبق الشيوعية التقليدية بكل حذافرها بدون أي تطوير وبكل ثورية وحماس..... وكما قال أحدهم منذ فترة قصيرة (نريد إسقاط مؤسسات الدولة بأكملها) فسيتم وقتها إسقاط كل مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها من جديد أو قل (بناءها) وطبعا سيحدث نفس سيناريو 54 ألا وهو : أن الأولى بالحكم هم من قاموا بالثورة إذن فلا داعي لإنتخابات (الآن) لأنها لن تأتي غالبا بمن قاموا بالثورة أو بفلاحين أو عمال....وبالتالي لا داعي لإنتخابات تجلب لنا رغم أنفنا إصلاحيا أو إقطاعيا وبالتالي تلقائيا وبدون أن ندري سوف نتحول إلى دولة شيوعية دكتاتورية على غرار الإتحاد السوفييتي أوالصين وسيكون ذلك بالنسبة لهم إنجازا لا مثيل له..

وكما قال لي صديق يساري: اليساريون في مصر يعيشون سلفية يسارية فهم لا يجددون أنفسهم ولا ينظرون للتطور اليساري في العالم ولا يتعلمون منه ومصابون بحالة جمود ويطبقون أقوال وتجارب اليساريين الأولين وكأنها قرآن لا يمكن تغييره أو حتى الإجتهاد فيه....

لو كان أغلب المصريين (إحنا آسفين يا ريس):

كان زماننا موتنا من الجوع وبردو بنحبك يا ريس إنت وجمال, إستمروا, لأننا أحسن من غيرنا ومش حاسين بالنعمة اللي إحنا فيها وعايزين نحش وطماعين وماعندناش دم ومش حاسين بالمجهود اللي بيبذلهولنا وكفاية علينا إنهم مريحينا من الإنتخابات والإستفتاءات ووجع الدماغ وبيختارولنا الأصلح...إحمدوا ربنا


لو كان أغلب المصريين ليبراليين:


التيار الليبرالي بطبعه إصلاحي أيضا مثل الإخوان ولكنه لا يقدم خدمات للشعب ولا ينزل مظاهرات وليس منظما فلكل قيادي ليبرالي فكره وحركته الخاصة وإن نزل فيكون نزوله خفيفا على القلب وهو بطبعه يحاول ككثير من الليبراليين الإلتحاق بالحزب الوطني لإصلاحه من الداخل أو الإهتمام بالبيزنيس الخاص به في ظل هذه الحكومة وترك السياسة بالكلية مادام يتمتع بالحرية الشخصية في بلده كما قال أحدهم منذ فترة قصيرة أنه حزين إن أتت الديموقراطية بالتيار الإسلامي لأن زوجته تلبس القصير ولا يستطيع التخلي عن مشروبه الكحوللي في المساء...يالها من أسباب قوية فعلا للرضى بالطغيان والإستبداد طالما يعطيني حريتي الشخصية ويسلب من باقية الشعب كل شيء حتى الملبس والمأكل....وتستمر مصر في الإنحدار إلى الأسفل فالأسفل ولكن أهم شيء البيكيني وشرم الشيخ ومارينا  ومعاهدة السلام لا يُمسوا وتكثر سلاسل الفنادق السبع نجوم وأشكال الرفاهية لطبقة لا تتعدى ال1%من الشعب ولتحكمنا في الإعلام ولأنتجنا آلاف الأفلام المتحررة (أيوة بقى ليبرالية بقى) لأن جائزة الأوسكار أهم مليون مرة من الفقراء والمساكين...وتولع الدنيا وفي آخر العام الموازنة مية مية وساكتين ع الفساد....وَلّا عايزين الإخوان هااااااه

أما لو كان المصريون هم المصريون أنفسهم ؟

لحدثت ثورة يناير ولأصبحنا هذا الشعب الجميل المليء بالتناقضات والميول والمشاحنات والثقافات ولأصبحنا "المصريين"