بسم الله الرحمن الرحيم..
منذ التدوينة القديمة بعنوان (عن الخيار المسلح) والنفاش لم ينتهي حول هذا الأمر، هل استخدام السلاح هو الحل أم المسيرات السلمية ؟ مع الوضع في الاعتبار أن الفتيات المسلمات ينتهك عرضهن ويُقتل الشباب في الطرقات وغيرهما من أساليب القمع والظلم والبطش، مما يهين كرامة أي إنسان ويجعل الدعوات للسلمية تقابل بالهجوم والاستنكار والتهكم على من ينادون بها..
ولإجابة هذا السؤال يجب علينا أولا أن نسأل نفس السؤال الذي سألته قبلا: هل هذا الخيار يمنع أو يوقف القتل والانتهاكات ؟ والإجابة بالطبع لا، فلم يتوقف جيش بشار الأسد من كل ذلك بعد المقاومة المسلحة بل ازداد البطش بشكل جنوني غاشم واستخدام الأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة المحرمة دوليا بدافع الانتقام بل يزيد إلى التهجير وإبادات قرى ومدن عن بكرة أبيها.
إذاً استخدام السلاح في المقاومة لن يوقف شيئا من الانتهاكات، هذا من الناحية المادية ولم أتكلم عن ناحية شرعية بعد، ثم نأتي لما يليها: ما معنى مقاومة مسلحة ؟ وما شروطها: حسب علمي فهي تحتاج أولا إلى جماعة منظمة ليتم السيطرة على من يحمل السلاح وأن لا يكون استخدام السلاح فرديا ليصبح أداة انتقامية فيما بعد، ثانيا: يحتاج لرؤية استراتيجية، فمن يحارب يجب أن يعلم كيف يحارب لا أن يكون مثلا مهندسا أو طبيبا لا يفقه شيئا في التخطيط العسكري ويُسود له هذا الأمر، ثالثا: دعم مستمر، رابعا: مكان (قاعدة) دائمة للتدريب. وكما ذكرت قبلا يجب أن يتوفر شرط وجود عالم رباني في أرض النزال وليس في بلد آخر يفتي بالحرب ليحارب غيره ويجلس هو في أمان..
أما من الناحية الشرعية فلا أعلم حقا إن كان علينا أن نحذو هذا الحذو أم لا، ولكني أسرد ما أراه من ردود (مادية) للكلام الذي نسمعه هذه الأيام من أشخاص وهميين على مواقع التواصل الاجتماعي بصور وهمية وأسماء وهمية لا نعرف لهم أصلا أو آخرين نعرفهم لكننا نعرف أيضا أنهم خارج مصر ويحرضون من الخارج، يدخلون لشحن الناس نحو هذا الأمر الذي لا أراه سوف يوقف شيئا.. وأكرر أن رأيي هذا لم يبنى على حكم شرعي بل رؤية شاملة للأمر.. أما من يريد أن يجعل الشباب يحارب بشكل همجي انتقامي أو يدفع الإخوان لهذا الأمر فلا أظنه موفقا بل يتبع هواه الذي هو هوانا جميعا بالمناسبة، والله أعلم.
وجدير بالذكر أن سيدنا موسى عليه السلام قاوم فرعون أربعين سنة مقاومة سلمية لأنه لم يكن يملك سواها.. وقاوم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة مقاومة سلمية بالكلمة ثلاث عشرة أعوام حتى الهجرة حتى أُمر بالقتال..
يأتي سؤال آخر: هل نحن مأمورون بالقتال من الناحية الشرعية هذه الأيام بغض النظر عن الحسابات الأرضية ؟ أنا شخصيا لا أعلم وعلى من يدّعي ذلك أن يأتي بالدليل الشرعي...وجزاكم الله خيرا.
No comments:
Post a Comment