وأنا أتابع الأحداث تذكرت ما قام به ملايين الثوار المجاهدين في سبيل نصرة دينهم بشكل سلمي، بجهاد الكلمة لصد الظلم، حتى مورس ضدهم جميع أنواع البطش، وقلت؛ هل بعد كل ذلك نرضى بالدَّنِية في أمرنا !
ما هي الدَّنِية التي أقصدها؛ الدنية من وجهة نظر كثير من الثوار هي عدم عودة الشرعية المتمثلة في "الرئيس مرسي"، لماذا ؟ وهل عودته تعد هدفا أم غاية ؟
مع إحترامي الشديد لكل المناهضين للإنقلاب، ولكن "وبدون تمييز" أريد قبل أن أتكلم أن أقسم الثوار والمناهضين لثلاثة أقسام رئيسية
- القسم الأول: مرابطون في إعتصام رابعة من أول يوم لم يروا أبناءهم إلا قليلا أو أبنائهم وزوجاتهم يبيتون معهم، هؤلاء رأوا من الأهوال ما رأوا وذلك حتما أثر على قراراتهم وردود أفعالهم.
هذا القسم يشترك معه من كانوا ينزلون ويبيتون قدر الإمكان ورأوا أيضا من الأهوال ما رأوا ورأوا الموت بأعينهم.
- القسم الثاني: زوار يأتون سويعات بسيطة يدعمون القضية بكل قلبهم ولسانهم ولكن عند حد معين، بمعنى أنهم مثلا غير مستعدين للإعتقال من أجل القضية فضلا عن كراهيتهم للإخوان كجماعة وقيادات
- القسم الثالث: أناس لم ينزلوا رابعة إلا مرات قليلة جدا ولكنهم متطرفون في مشاعرهم للغاية لحد سب الآخر والتحريض على العنف
- القسم الثالث: أناس لم ينزلوا رابعة إلا مرات قليلة جدا ولكنهم متطرفون في مشاعرهم للغاية لحد سب الآخر والتحريض على العنف
- القسم الرابع: من يعيشون خارج مصر وهذه النوعية تنقسم إلى قسمين، قسم يتابع الأحداث جيدا ويعلم سقف تصعيده، وقسم آخر يهوى التصعيد بلا رؤية قريبة من الشارع وبلا إحساس بعواقب تصعيدهم.
(ولا تمييز لأحد على أحد، فالله أعلم بالنوايا)
ولنرجع للسؤال الرئيسي: هل رجوع الرئيس مرسي غاية أم هدف ؟
إجابتي من خلال رؤيتي لهذه الأقسام أن النوع الأول والثالث والرابع يرون أن رجوع الرئيس مرسي هو أساسي لأنه ليس من العدل بعد كل ما حدث أن نرضى بأنصاف الحلول أو أن نرضى بحكومة إنتقالية في ظل الإنقلااب، بل يجب أن يسقط الإنقلاب بأي ثمن وفاء لدماء الشهداء ويرجع د. مرسي "رمز الشرعية" ومن ثم نتكلم عن إمكانية إنتخابات رئاسية مبكرة أو حتى إستقالة....إلخ
أما القسم الثاني فبسبب بعده عن الإحداث من ناحية وعدم إرتباطه بالقضية بشكل مباشر من ناحية أخرى فهو لا يرى غضاضة في أي حل وسط لحقن الدماء
إذاً ما الحل وأيهما أصح ؟
أولا.. أنا شخصيا مع وجودي في رابعة ومع ذلك أختلف مع إخواني في بعض الأمور، فمثلا ليس لدي مشكلة مع الحلول الوسط إن كانت حقا لحقن الدماء ورجوع الحقوق، ولكن ليس شيكا على بياض فهذا يعد تخاذلا وانبطاحا
ثانيا: بالنسبة لي، د. مرسي هو مثال للشرعية، فهو كشخص لا يهمني وهو بالنسبة لي فرد كباقي الأفراد، لكن خروجه بهذا الشكل إهانة لي ولكل من إرتضى العملية الديمقراطية بما فيهم من لم ينتخبه، ورجوعه هو مجرد الرجوع لنقطة الصفر ومن ثم نتفق، فلا مانع أبدا أن يعلن إستقالته فور إنتخابات رئاسية فور رجوعه، ولكن توضع الأمور في نصابها ونتكلم، إذاً رجوعه رمزي وليس شخصي.
ثالثا: هل يمكن أن نتخلى عن رجوعه ونبدأ من الصفر؟ موافق في حالة أن الآليات آنذاك سوف تكون معبرة عن الشعب، لكن بكل وضوح من سيشرف على الأمر برمته ؟ المجلس العسكري ؟ أم الأحزاب المتواطئة أم بعض الرموز والقوى المتحدثة باسم الشعب بدون توكيل من الشعب ؟ وتحت أي سقف ؟ في ظل إنقلاب أم اللا دولة ؟
أنا لا أفهم غير لغتين لا ثالث لهما، فإما شرعية الصندوق وصوت الشعب كما يحدث في أي بلد متقدم وإما شرعية الغاب والعنف والقوة والبقاء للأقوى، ولكن أن تمزج الإثنين معا فلن نفرز إلا نظاما مستبدا في هيئة نظام مدني ولن تنتهي مصر من الإنقلابات كلما تضايق الشعب من رئيس منتخب بعد عام من إنتخابه ! وهذا غير مفهوم ولا مقبول.
رابعا:
- يفكر الفريق الأول بهذا الشكل: لقد بذلنا الغالي والنفيس وأزهقت أرواح وبذلنا مجهودا عظيما خلال أشهر عدة ومستمرون في طريقنا برغم الخسائر ولكن لا رجوع ولا إنبطاح..
- أما الفريق الثاني فهو لم يتعب نفس التعب والمشقة بل كان زائرا مرتاحا ورؤيته أكثر ليونة "والله أعلم بمن أصح" ولكنه ليس لديه مانع من أي حلول وسط سواء بمرسي أو بدون مرسي وعادة يُنظر له على أنه مفرط ومتخاذل. ولا ألومه فالرعب من الدولة البوليسية هو الذي يحركه..لا القضية.
- أما الفريقان الثالث والرابع فحقيقةً لا يُسمع لهما لأن البعيد عن الشارع لا يشعر بالشارع وإن إدعى عكس ذلك وإن إتخذ قرار الإستمرار فهو يتخذه ويجلس في بيته أو في البلد التي يعيش فيها ثم يُقتل ويُسجن غيره ممن ينزلون ! والشارع في النهاية لا يسمع لمن لم ينزل بشكل مستمر، هذه حقيقة بغض النظر عن إحترامنا الكامل لمن لم ينزل لأي سبب كان.
إذاً فما الحل ؟ الإستمرار وسماع كلام من ينزل ؟ أم الحلول الوسط والرضا بشروط غير مفهومة ؟ وهل إن إرتضينا الحلول الوسط هل ستنصاع لها المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية التي تريد الآن تصفية جماعة الإخوان ومن ينزل معهم ؟
رأيي المتواضع أننا إن إرتضينا بالحلول الوسط فلن يرضوا هم به، لأنهم لا يريدون إلا إبادة ولا يفهمون إلا لغة القوة والبطش...فالرضا بالأمر الواقع وبالحلول الوسط لن تزيدنا إلا ذلاً والله أعلم
وأتذكر هذه الآية ولا أعلم مدى إتساقها مع ما يحدث
"فلا تهنوا وتدعوا إلى السَلم وأنتم الأعلون والله معكم ... ولن يتركم أعمالكم"
ما أريد أن أقتبسه من الآية ليس الدعاء إلى السلم فإننا بالفعل مسالمون، لكن ما أريد أن أقوله وأشعر به "والله معكم....ولن يَتِرَكم أعمالكم"
اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل
2 comments:
انا مع العودة الرمزية لمرسي واللي لازم يأكد على شرعيته من خلال استفتاء على بقائه في السلطة وإذا كانت نتيجة الاستفتاء بلا تتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة بتزامن مع انتخابات مجلس الشعب لكن المشكلة مين هيشرف على الانتخابات بعد غياب الثقة في الشرطة والجيش والقضاء
المنظمات الشعبية والدولية مع القضاة والشباب
Post a Comment