Monday, December 19, 2011

واحدة واحدة عشان نفهم

بسم الله الرحمن الرحيم, نستهدى كده بالله - لا إله إلا الله


عايز الأول أحكي حكاية عن (سلمية سلمية) وقت الثورة:


 يوم 28 يناير (وقتها ميدان التحرير ده كان هدفنا وكان كل هم الأمن إنه يبعدنا عن النقطة الإلتقائية اللي كل الناس من كل القاهرة رايحينها وحالفين لنردمه أكتر من 25 يناير) وقفنا من بعد الجمعة لقبل العصر في شارع التحرير لحد ما القنابل ما خلصت وانسحبوا, وصلينا العصر على كوبري قصر النيل وتراجعنا (بعد ما رشو وبهدلوا المصلين اللي على أول الكوبري اللي احنا "في الآخر" مش شايفينهم) وقتها كلنا جرينا على ورا ودخلنا شمال من عند فندق نوفوتيل في الزمالك ولفينا وقتها الزمالك كلها عشان نلاقي منفذ تاني لميدان التحريروكنا آلاف وكنا خلاص تعبنا وزهقنا من السلمية اللي مش جايبة همها, وفي النهاية وصلنا لكوبري 15 مايو فوق النيل وكان قدامنا حوالي 300 متر وننزل نزلة وزارة الخارجية ويبقى وصلنا التحرير بعد ما نعدي ماسبيرو, ....كل ده عشان (سلمية سلمية)..


المهم واحنا في الوضع ده وقدامنا 300 متر ونقرب خلاص بعد ساعات من المشي وبعد اليأس من قصر النيل وكوبري أكتوبر, وجدنا قصادنا -صف عساكر- كل عسكري في إيده بندقية من اللي بترمي قنبلة غاز. بس كده, صف عساكر ليس أكثر, وقتها أنا فاكر إننا فضلنا نتقدم متر يرمو علينا قنابل (وبيننا ستات وبنات) نرجع ييجي عشرة متر, لدرجة إني في الآخر بعد ما بقوا بيرموا القنابل دي في مستوى صدرنا وبحالة هيستيرية جاتلي حالة من اليأس والإحساس بالضعف وقعدت أجري لحد مانزلت تحت عن نزلة الماريوت وقعدت على رصيف الكوبري وقعدت أتكلم مع واحد شاب زيي, هو إحنا كده خلاص صف أمن مركزي مبهدلنا كده, أنا مش عارف أتنفس, قاللي مش عارف أنا جاي من الشرقية (تقريبا) وطهقت ومش طايق نفسي


المهم طلعت تاني والمرة دي اتقدمت شوية ولقيت نفسي فجأة في أول صف مع الشباب الجدعان اللي بيمسكوا القنبلة ويرموها تاني (ربنا يباركلهم) وأنا يا عيني غلبان عندي حساسية وبشم البتاعة دي أطلع أجري ييجي ميت متر.


واحد منهم قاللي وقتها: إحنا ندخل فيهم وهم مش هيقدروا ع الآلاف دي.. قلتله كده هنحتك بيهم ومش بعيد يحصل قتل, (أنا وقتها ماكنتش عارف ولا أي حد يعرف إن حصل قتل بالفعل في الميدان وعند سيميراميس) رد عليا وقاللي: ما هو إحنا كده عمرنا ما هنعدي واحنا في ثورة ولازم يكون في قتل.. قلتله : أيوة بس دي كده مش هتبقى ثورة سلمية لو احنا اللي هجمنا, احنا نقف ونستنا لو جت منهم ماشي بس احنا مانبدأش...ماعجبوش رأيي بس ده كان الرأي السائد وقتها...وبعد كده واحد مسك طوبة وقام راميها على الأمن المركزي قام ييجي عشرة مننا مسكوه وخدوا منه الطوبة ورموها وقالوله (دي ثورة سلمية) !


وقعدنا وقتها كلنا نهتف: سلمية, سلمية, سلمية........


المهم بعدها قاموا مغرقيننا قنابل وفي مستوى صدرنا ووقع ناس مننا وبنات وكبار في السن لدرجة إننا رجعنا ورا كتير قوي ونزلنا من الكوبري واتفرقنا في الزمالك وروحت أصلي المغرب ورجعت مالاقيتش بني آدم وروحت البيت معتقد إن اليوم ده فشل ويا رب أرجع سليم عشان نكمل بكره وبعده (سلمية بردو)


آدي أول حكاية


الحكاية التانية: عند مجلس الوزارة في شارع القصر العيني من يومين في عز الأحداث بالليل الساعة 9

روحت الشارع عاوز أشوف بعيني, وأنا قلت خلاص مش عايز أشوف كلام إعلام, أشوف بعيني أفضل..
لقيت الشارع مقفول طبعا, العدد قليل جدا, أغلب الناس واقفين يتفرجوا ويشربوا سجاير..مستشفى ميداني عند الشارع المؤدي لسفارة أمريكا وعربية إسعاف...مافيش ولا عسكري لا جيش ولا شرطة...

بيتفرجوا على إيه ؟ بيتفرجوا على شوية شباب وعيال من المستوى أقل من المتوسط قاعدين يرموا طوب ومولوتوف ويشتموا (ياض يابن....أبو أمك يا بن ال.... وبيترمي عليهم طوب من فوق مبنى المجلس....المشهد لم يجذب عاطفتي تجاه ما يحدث على أنه فعل ثوري أو بطولي, بالذات بعد قليل بعد ما تم الهتاف الجماعي ** أمك ** أمك ** أمك......................عظيم..

أنا بصراحة قرفت ورَوحت وقلت في نفسي أيوة مش مبسوط بس برده لا يتقتلوا ولا يتسحلوا....وفي نفس الوقت اللي بيرموا طوب دول بيرموا طوب على المبنى وبيحرقوا المبنى !! يعني مافيش أي شيء إيجابي بيحصل....أنا طلعت بنتيجة إن فيه مراهقة ثورية بيقابلها إعتداء سافر من قِبل مؤسسات أمنية وعسكرية....وقلبت خناقة شوارع وسباب لا يرتقي أن يلصق إلى الثورة أو تحت أي فعل ثوري أو حتى للإعتصام نفسه, أضف إلى ذلك السبب الرئيسي وراء الخناقات دي (ألا وهي خناقة بين مدني وشرطي أدت لضرب المدني داخل مبنى المجلس) !!

وبعدين سألت نفسي سؤال, أنا هقف أعمل ايه: أقف مع اللي بيشربوا سجاير على جنب وأتفرج ع رمي الطوب والشتايم, ولا أجيبلي طوبة وأرمي معاهم وأديها شتيمة ونولع في المبنى وياكش تولع...!!!!!!!

أنا حكيت الحكايتين دول عشان اللي بيقول إن اللي بيحصل عند المجلس ده زيه زي الثورة, فلا مبادئ مثل مبادئ الثورة ولا أخلاق زي أخلاق الثورة ولا ظروف زي ظروف الثورة......!!!!!!! واللي مش مقتنع يروح ويشوف ويقارن إن كان نزل وقت الثورة ويقول رأيه..

الشيء الوحيد المشترك بين اللي حصل عند المجلس ووقت التحرير إن في ناس بيتقتلوا وبيتصابوا وزاد عليهم هتك أعراض (زي البنت اللي بعد ما ضربوها وقلعوها حجابها قلعوها هدومها وسحلوها) .....ده غير العالم الأزهري عماد عفت اللي اتقتل بنيران قريبة (على بعد 3 متر) وماحدش فعلا عارف مين بيضرب في مين والضرب جاي منين بالظبط

دلوقتي الموقف الحرج هو بعد ما شوفنا الإنتهاكات دي كلها ولو كنا ضد كل اللي بيحصل بس الشرفاء مننا متفقين على إن مهما حصل ومهما كان مافيش مصري لا يتضرب ولا يتهان ولا يتقتل, مش عشان شوية رمي طوب تقوم بنت تقلعوها في الشارع وشيخ يتقتل !!!!!!!

كل الناس بتكلمني وتقوللي إيه العمل...أقسم بالله يا جماعة أنا ما عارف إلا إننا
أولا: نحافظ على مجرى الإنتخابات
ثانيا: نبعد عن العنف وحرق فلوسنا بإيدينا ورمي الطوب اللي كره الشعب فينا وطلعنا كثوار بلطجية (نروح نهدي اللي هناك مثلا؟ مش عارف) المهم نوقف العنف
ثالثا: يكون للأحزاب ردود سياسية واضحة وصريحة ومحترمة مش بيات يتكتب ع النت والسلام.
رابعا: المتضررين يتخذوا المواقف القانونية اللازمة.
 خامسا: الشعب يقف في مليونية غضب كثيفة للمطالبة بمحاكمة الفاعلين...


غير كده أنا مش شايف إن رمي الطوب أو الوقوف جنب رمي الطوب هيحل شيء

لو حد عنده حل لوقف المهزلة دي غير رمي الطوب وشرب السجاير والشتيمة والفرجة من بعيد ولبس الخوذة ومن بعيد أتويت يا ريت يقول عشان أنا مش مقتنع بكل ده وكنت بصراحة قرفان وأنا هناك.....أتمنى أكون غلطان وساعتها هنزل زي مانزلت وقت الثورة لكن الرؤية فعلا مش واضحة.

7 comments:

Anonymous said...

هذا لا شأن له بثورة يناير، وإنما يمكن ربطه بالمليارات التي تقول أمريكا أنها تضخها في مصر، له علاقة أن يثبت الإعلام للعالم أن الجيش المصري يعتدي على المدنيين ... وبالتالي تتدخل قوات (؟؟) لحماية المدنيين على الأرض فتجد شعب فقد الثقة بالجيش، وجيش فقد الثقة بقيادته

علي فهمي said...

كلها إستنتاجات تُحترم, ولكن هل هذا معناه أننا نقف كالمتفرجين على تعرية نسائنا ؟

Anonymous said...

هي مش ثوره..و شخصيا مش متفق مع الاعتصام..بس فكره هتك أعراض الستات دا اللي مش مقبول..و الضبابيه اللي ف اسلوب المجلس المتناقض هو اللي مبوظ الدنيا..كان نفسي يسلم بدري و يحفظ كرامته..الناس اللي كانت شايلاه على كتافها هما الناس اللي قرفوا منه

علي فهمي said...

متفقين ...إيه الحل دلوقتي ؟ نعمل إيه ؟

areeeg said...

طالما حضرتك بدأت تنظر للأمر نظرة شمولية..هل عند حضرتك شك في أن أحداث مجلس الوزراء وتوابعها هي ببساطة ( فخ) الجيش يحافظ دائما على حالة اللاسلم واللاحرب.. ألا يثير هذا التساؤل؟؟ وهو عندما يهاجم فهو يهاجم بوحشية ثم في خلال دقائق ينسحب ليزداد الغضب.... وعلى لسان المتواجدين في الميدان(اطفال الشوارع هم أصحاب الكلمة العليا..نحن فقدنا السيطرة عليهم) فهل من الذكاء أن أظل في ميدان يسيطر عليه (........) وضع مكان النقط أي طرف تراه لا يريد بالثورة خيرا حتى لو كان الجيش نفسه

علي فهمي said...

بردو متفق, أنا بسأل عن الحلول...حد عنده حل ؟؟؟؟؟

الفكرة في الإعتداءات اللي على المدنيين المحترمين مش على العيال الشوارعية اللي بيحدفوا طوب

areeeg said...

الحل في تصوري.. فض الإعتصام الآن والحشد اسبوعيا لمليونيات تكون حاشدة فعلا لا تقل عن مليون بأي حال من الأحوالتكون مؤمنة جيدا بلجان شعبية وقوة عددية تستطيع السيطرة على أي تصرف خاطئ مع تنظيم مسيرات باستمرار باعداد كبيرة وكذلك مؤمنة من الثوار أنفسهمواخيرا ..الجامعات..هذه يجب ألا تهدأ لحظة..مظاهرات إن استطعنا تنظيمها يوميا فنعم بها...الجامعات سهل جدا السيطرةعليها أمنيا من المتظاهرين فلن تجد أعمال شغب... كل ماذكرته سيجعل الثورة شوكة في حلق العسكري وسيسترجع الثوار صورتهم الحضارية لدى الشعب.... هذا الشعب الذي لم نعد نراه بمليونياته في الشوارع منذ زمن...ولن ننكر.... الناس تسب وتلعن العسكري فعلا ولكن في نفس الوقت فهي تسب وتلعن ثوار التحرير الآن...هذه الثورة لن تنجح بدون شعب يدعمها..... عذرا على الإطالة