Sunday, November 9, 2014

كيف نتقدم بتأخرنا !

السلام عليكم ورحمة الله،

للوهلة الأولى سوف تعتقد من العنوان أنه للسخرية، فكيف نتقدم بتأخرنا ؟ ولكنني لا أسخر، واسمحولي - للمرة الثانية وغالبا الأخيرة لأجل غير مسمى - اسمحولي أن آخذكم بعيدا عن الأحداث لفترة زمنية بسيطة ثم نعاود للحياة الطبيعية..وأنا هنا أطلب من إخواني وأخواتي للمرة الثانية أن يتحملوني حينما أخرج عن التيار العام وأبدأ بتوجيه الدفة ولو لحظيا لقضية هامة من وجهة نظري وبالتأكيد لن تؤتي أكلها أو يكون لها صدى إلا في وجود حكومة شرعية ورئيس وبرلمان شرعيين منتخبين.

أولا يعاني العالم حاليا من زيادة غاشمة في مادة ثاني أوكسيد الكربون الناتج عن استخدام الوسائل الحديثة في كل مجالات الحياة، سواء سفر (طائرة، سيارة...إلخ)، وسائل إتصال، صناعة، إنشاءات...تقريبا كل شيء... وهذا كله ناتج عن التحول المفاجئ في حياة الإنسان وعدم استغناءه عن هذه الوسائل التي لابد وأن تتصل بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه المادة الضارة.

وبدون دخول في تفاصيل، فنحن بحمد الله (نرقص على السلالم) فلا منا سلمنا من هذه الإنبعاثات بل نحن من روادها، ولا نحن توصلنا لهذا المستوى بسبب تميزنا في التكنولوجيا والصناعة ! إذن ما الحل للخروج من هذا المأزق في بلد نامٍ !

يوجد بعض الدعاوى في أكثر دول العالم تقدما تنادي بالرجوع إلى الماضي حيث ركوب السفن الشراعية والعَجَل والتمشية للعمل وما إلى ذلك بدلا من أن نبدأ بحل المشكلة الأخطبوطية التي ما تلبث أن تحل جزءا منها إلا وتتمدد من جهة أخرى، ولكننا عندما ننظر إلى مصر فسوف نجد أننا متأخرون بالفعل، وأن مدناً لا حصر لها تعيش في تأخر تكنولوجي بل ولا يعلمون عن التكنولوجيا شيئا، ومن هذا المنطلق أنا أجد أن مصر لديها مادة خصبة لتكون من أكثر البلدان الخالية من الإنبعاثات الحرارية والخالية ولو نسبيا من مادة ثاني أوكسيد الكربون وحينها نكون قد نقلنا المشكلة من محاولة الركض وراء التقدم التكنولوجي إلى مشكلة أخرى أخف وطأة لو وجدنا لها الحل المناسب سوف نتميز بتأخرنا بل وسوف يحسدنا عليها الأكثر منا تقدما بسبب معاناتهم من تبعات التكنولوجيا المدمرة ذات القوة الغاشمة التي قد فقدوا التحكم فيها والقدرة على إستيعابها أو تخيل تبعاتها الكارثية مستقبلا !

وهنا يأتي السؤال: وماذا عن القاهرة والإسكندرية والمدن التي تلوثت بالفعل بآثار التكنولوجيا (تكييفات، سيارات....إلخ) ؟ وأنا أزعم أننا إذا بدأنا في حل مشكلة ما فوق العشرين محافظة وتركنا القاهرة والإسكندرية والمدن القليلة المشابهة فسوف نجد أن هتين المدينتين بشكل تلقائي سوف تبدآن بالخلو تدريجيا من الهجرة التي تمت إليهما على مدار العقود الأخيرة.
وهنا يأتي سؤال آخر: ولِمَ لا نحاول حل مشكلة مدينتين بدلا من حل مشكلة فوق العشرين مدينة ومحافظة ؟ أزعم - وليس عندي الدليل المادي الآن - أن التعامل مع بيئة خصبة لم تتلوث بعد أسهل بكثير من التعامل مع مشكلة متشعبة ما بين عشوائيات وأبراج ومدن صناعية وخلافه ومدن فارهة...إلخ، من الناحية المادية والزمنية والتخطيطية.

هذا مجرد طرح لفكرة وبالتأكيد ليست فكرة مكتملة، ولكنها طرح لفكرة تحتاج التفكير والعمل عليها.. والله المستعان.

أقول هذا الكلام وأعلم أنه ليس وقته، وأعلم أنه سيُغضب البعض، وكأني لا أشعر بما يحدث وفي حالة إنعزال، وهذا ليس صحيحا...ولكني من ناحية فقدت القدرة على الحديث في ما تراه البلد من أهوال ! ومن ناحية أخرى أكتب للمستقبل، لعل يوما يأتي ويستفيد منه شخص أو يضيف تعديلا ليصبح شيئا مفيدا أو ملهما لفكرة أفضل..

وجزاكم الله خيرا

Thursday, November 6, 2014

محاولة لتقريب المسافة بين الأكاديمي والمحترف

السلام عليكم ورحمة الله،

منذ شهور وأنا معتزل الكتابة أو التعليق على ما يحدث في بلدي العزيز مصر، فإن القلب موجوع وجروحه لا تنقطع مما يحدث ومما يشعر به من غربة دائمة بالأخص بعدما ذقنا حلاوة الوطن ومعنى السعادة الحقيقي والراحة والسكينة في "رابعة" والتي كانت بمثابة الأم الحنون المدلِّلة والوطن والمدينة الفاضلة الجامعة لكل أشكال الحب والتمدن والرقي..

وأنا هنا أطلب من إخواني وأخواتي أن يتحملوني حينما أخرج عن التيار العام وأبدأ بتوجيه الدفة ولو لحظيا لقضية هامة من وجهة نظري وبالتأكيد لن تؤتي أكلها أو يكون لها صدى إلا في وجود حكومة شرعية ورئيس وبرلمان شرعيين منتخبين.

القضية التي أريد أن أتكلم عنها هي قضية التباعد الرهيب والذي أحيانا أو كثيرا ما يتجه إلى السخرية والإتهامات المتبادلة بين الأكاديمي والمحترف، أقصد هنا بالمحترف وهو الشخص الذي أفنى عمره في العمل من بعد إتمام دراسته الجامعية، والأكاديمي وهو الذي أفنى عمره في الدراسة والعمل الأكاديمي، والحقيقة أن في مصر تجد هذين الشخصين متنافرين لحد غير طبيعي فتجد الدكتور الجامعي أحيانا لديه مكتب ولكن ليس لديه عمل ولكنه ينتقل من هذه الجامعة لهذه الجامعة ويعيش عادة في حالة سخط ونقد دائم لما يفعله متخذو القرار ! أما المحترف فلديه مكتب به من الأعمال ما يكفي ويفيض ولكن ليس لديه المعرفة الكافية، والنتيجة أنك ترى البلد كما هي عليه الآن.. وليس سرا أن نقول أن العلم وإن كان موجودا في مصر ولكنه في حالة مرض وسقم، ليس من حيث المادة العلمية بل من ناحية الجودة والأساليب ثم ترجمة هذا كله للعمل الحقيقي.. فأحيانا ترى الدكتور الجامعي يعمل في مشاريع حكومية ولكنه يتبع مقيدات السوق فتراه لا يخرج ما درسه حقا بل يتبع ما تملي عليه مقيدات السوق فيتحول تدريجيا إلى عامل محترف وتاجر... أوأحيانا يتحول إلى حكيم وحيد يكلم نفسه ويحلم بما لا يتحقق.

وأنا هنا أحاول أن أذيب الفجوة التي بين الفريقين لكي يستفيد كلٌ منهما من الآخر، والسؤال الآن: كيف ؟

أولا عندما نحاول أن نجيب على هذا السؤال ينبغي علينا أن نفكر في نفسية وتكوين العقل الأكاديمي والعقلية المحترفة، فالعقل الأكاديمي لديه من الوقت الكثير ليتعلم ويدرس ويكتب ويناقش ثم ينقح ويراجع ثم ينقد وينقد، وهكذا، ولا حرج في أن يقول في النهاية (لا أعلم) أو يترك الإجابة مفتوحة للمناقشة والتحليل وهو لا يستشعر الحرج أو الفشل، فالإستنتاج ليس دوما أن نأتي بحل جديد أو أن نأتي بحل من الأصل بل من الممكن أن يكون الإستنتاج أن كل شيء خطأ ولم نعرف الشيء الصحيح بعد !
أما المحترف فهو ليس لديه وقت، الوقت عنده يساوي المال، وما كتب أعلاه بالنسبة له يعد ترفا ووقتا ضائعا، و"فلسفة" فارغة، وفراغا، ورفاهية، وعنده سرعة القرار مع قليل من الدراسة أفضل من الدراسة مع تأخير القرار لأن الوقت لا يحتمل والمشاكل تحتاج حلولا فورية ويوجد كوارث، فالمحترف يرى الأكاديمي رؤيته طفولية تفتقد الواقعية، فكم من أكاديمي يتهم محترفا بقصور في النظر وكم من محترف اتهم أكاديميا بسطحية في الأفق تفتقد الواقعية !

إذاً هذه علاقة لا نية فيها للتقابل مما لا شك فيه وإن أظهروا النية !

إذاً ما الحل ؟ أنا أرى أن الحل هو أن يتم إسناد الملفات العاجلة لصناع القرار الذين درسوا وجربوا قبلاً كيفية التعامل مع الكوارث (على غرار غرفة الطوارئ) ولكن في نفس الوقت يتم إسناد المشاكل طويلة الأمد للأكاديميين والباحثين الشباب، ثم عرضها للحوار المدني وإشراك المجتمع من المثقفين والمهتمين بالتطوير وما إلى ذلك، ثم يتم وضع جميع الحلول والملفات أمام صناع القرار لكي يتخذوا قرارا مدروسا. هذا يتم على الصعيد السياسي والعمراني والمعماري والتخطيطي والقانوني والقضائي، وعلى جميع الأصعدة، وأنا هنا حين أتكلم لا أتكلم عن وضع مستقر بل أتكلم عن بلد نامٍ يجب أن يوضع في الإعتبار مشكلاته التي تحتاج لحلول فورية ولا ينبغي ولا يصح فيها انتظار الأكاديمي حتى ينهي أبحاثه ومناقشاته وافتراضاته.
أعلم أنه أحيانا ما كان يحدث هذا في مصر أن يتم إسناد مشروع ما أو قضية ما لبعض الأكاديميين، ولكن دراسة الأمر لم تتخذ الشكل الذي اقترحته، وأنا لم أخترعه ولكنه أمر عادي جدا، اشراك الباحثين والمهتمين ووضع بدائل وحوارات ومناقشات مع تخصصات عدة لأن القرار يمكنه أن يكون ممتازا من ناحية وكارثيا من ناحية أخرى، فيجب اسناد المشكلة لأقسام عدة ويتم مناقشة الحلول على صعيد واسع..

ومن ثم يمكن أن نتحول بشكل تدريجي إلى بلد يحترم المحترفين والأكاديميين، وليس كما نرى ورأينا أننا للأسف بلد ماشية بالفهلوة !

أقول هذا الكلام وأعلم أنه ليس وقته، وأعلم أنه سيُغضب البعض، وكأني لا أشعر بما يحدث وفي حالة إنعزال، وهذا ليس صحيحا...ولكني من ناحية فقدت القدرة على الحديث في ما تراه البلد من أهوال ! ومن ناحية أخرى أكتب للمستقبل، لعل يوما يأتي ويستفيد منه شخص أو يضيف تعديلا ليصبح شيئا مفيدا أو ملهما لفكرة أفضل..

وجزاكم الله خيرا

Thursday, March 13, 2014

9 أفكار تجعـل سعادتك دائمـة - مقالة للدكتور جاسم المطوع

أولًا: أن نبدأ يومنا بعمل (تحبه نفوسنا ويرضي الله تعالى) فإن ذلك يشعرنا بالأمن والراحة والسعادة وعدم الشعور بالروتين والملل ومن يتذكّر هذه المعاني كل صباح يزدد حماسًا ونشاطًا في العمل والانطلاقة.

ثانيًا: أن نبادل الآخرين المشاعر الإيجابية ونكون متفائلين بحديثنا فإن ذلك يعطينا طاقة إيجابية جميلة فنرى الوجود جميلًا ونركّز على إيجابيات الناس لا سلبياتهم وإذا نزلت علينا مصيبة استعنا بالله تعالى، ولجأنا إليه فتسكن النفس، وإن كان الألم يعتصرها وكما قيل (الضربة التي لا تقتلك تقويك)، فالسعادة في المشاعر الإيجابية.

ثالثًا: أن نضع لنا هدفًا في الحياة نحققه فعندها سنعيش السعادة كل لحظة في حياتنا ونرى العوائق تحديات والمثبطات محفزات وعندها سنذوق طعم السعادة مرتين: الأولى أثناء تحقيق الهدف والثانية عند الإنجاز

رابعًا: الرياضة بنوعيها (البدني والروحي) أما البدني فلا بد أن يكون لدينا ساعات اسبوعية نمارس فيها الرياضة ولو أن نمشي ربع ساعة يوميًا داخل البيت وأما الرياضة الروحية فمن خلال الصلاة والذكر وقراءة القرآن وهذه من موجبات السعادة وأساسها (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والطمأنينة أعلى مراتب السعادة.


خامسًا: القراءة فإنها من موجبات السعادة، فهي تنشط العقل وتنمّي المعارف والعلوم وتزيدنا تجارب في الحياة وتقوّي الخيال والثقة بالنفس فليكن لنا في كل شهر كتاب نقرؤه، عندها سنشعر بالسعادة مرتين: الأولى عند انجاز الكتاب والثانية فيما تعلمناه من الكتاب.

سادسًا: جرّب الأشياء الجديدة في حياتك تكن سعيدًا، استكشف مدينة جديدة وتعرّف على أصدقاء جُدد وتذوّق وجبة طعام غريبة وشارك في المناسبات والندوات التي تحدث في بلدك أو عبر النت وإذا شعرت بالملل فسافر أو غيّر الجو أو اكسر روتين حياتك وافتح عقلك لتجارب مثيرة وجرّب أن تدخل مدينة ترفيهية واركب قطار الموت واضحك مع المهرّجين وجرّب أن تطبخ وجبة أو تزرع شجرة أو تغسل الأطباق أو تخيط ملابسك واقضِ وقتك متأملًا في الجبال أو الغيوم والنجوم أو الحيوانات، كل ذلك يدخل في نفسك السرور ويجعلك سعيدًا وقد قيل: (حياة الإنسان كتاب وقليل مَن يقرأ فيه أكثر من صفحة).

سابعًا: تفاعل مع شبكة التواصل الاجتماعي بوعي دون إدمان فافتح لك حسابًا بالتويتر أو الفيس أو الإنستوجرام ونزّل الصور المعبرة وحرك مواهبك وأبرز قدراتك وقدّم قيمة مضافة للناس وضع لك بصمة.

ثامنًا: الصداقة مصدر رئيسي من مصادر السعادة لأنها تحقق التوازن الاجتماعي والعاطفي في نفوسنا فليكن لدينا صديق ورفيق يؤنسنا ويكون سببًا في سعادتنا وإذا كان قد قيل إن الصديق وقت الضيق فكذلك الصديق من يكون معنا وقت الفرح والنجاح والتوفيق.

تاسعًا: صادق نفسك وكن محبًا لذاتك فالناس عادة يبحثون عن الأصدقاء وينسون أنفسهم، ومَن يصادق نفسه يكن محبًا للجلوس مع ذاته فيخلو بها مستمتعًا ومتأملًا ومتدبّرًا في العبادة والقراءة والسياحة والرياضة، بل حتى الأسرار حاول أن تحتفظ بها لنفسك وستكتشف أنك أفضل مَن يفكّر بحل مشاكلك، وأذكر مرة زارني شخص يشتكي من كثرة هروبه من نفسه من خلال السهر مع الأصدقاء وإدمان الهاتف النقال والمشي بالطرقات ليلًا حتى لا يجلس مع نفسه فتحاسبه بأخطائها فقلت له مهما هربت من الناس فإنك لا تستطيع أن تهرب من نفسك وسيأتي اليوم الذي تواجهك نفسك ومهما كانت صداقاتك قوية فان لها حدودًا لا يمكن تجاوزها، أما نفسك فلا حدود للعلاقة معها.. فخير لك أن تصادق نفسك.

هذه تسع أفكار عملية تجعلنا سعداء سعادة دائمًا فنكون ممن قال الله عنهم: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) فاللهم اجعلنا منهم

منقول من هذا الرابط
http://www.alyaum.com/News/art/61966.html

Monday, March 10, 2014

المجتمع المصري - جاهلي أم فيه جاهلية !

بعد أن تقرأ هذه المقالة لا تسألني عن أي معلومات إضافية من فضلك لأني لن أجيبك...

مشهد 1.. 
2003-4 صديق ينتقد كتب سيد قطب ويقول "كيف يصف المجتمع المسلم الذي لا يطبق الشريعة بأنه جاهلي مع أنه يشهد أن لا إله إلا الله، هذا هو التفكير المتطرف الرجعي الذي يؤدي إلى العنف الذي نراه في العالم"

مشهد 2..
2005-6 أقرأ كتابا للدكتور محمد عمارة وهو ينتقد الرؤية القطبية للمجتمع وأن الوصف الدقيق ليس (مجتمع جاهلي) بل (مجتمع فيه جاهلية) لأن هكذا كان الوصف الذي استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما نادى سيدنا أبو ذر على سيدنا بلال بن رباح بـ(يابن السوداء)...فقال له الرسول "إنك إمرؤ فيك جاهلية"..حيث أنه من علامات الجاهلية التفرقة بين الناس من حيث اللون والنسب وما إلى ذلك .. 

مشهد 3...
غرفة تغيير ملابس في نادٍ معروف... رجال كثيرون يمشون عارين تماما كما ولدتهم أمهاتهم...فيرتدي أحدهم الفوطة ثم يصلي قاعدا وتظهر عورته طوال وقت الصلاة ثم يسلم بعد التشهد ويخرج سبحة ويسبح وهو على حالته هذه ثم يأتي شخصان يحاورانه "يا سيادة السفير إنت ازاي بتقول على اللي بيحصل ده غلط ؟ ده الإخوان يستاهلوا الدبح، فيبدأ بالحديث معهم بالعقل والمنطق وبهدوء "فيقاطعه أحدهم ضاحكا..."سيبه يا عم ده إخوانجي"...!

مشهد 4..
في غرفة الساونا يدخل 4 رجال فيتجرد إثنان منهم من الفوط فيصبحوا مثل أخينا الذي ذكرناه قبلا، فيقول أحد المستورين لأحدهما يا سيادة الوزير أصل (......ده كمان الحبة اللي اديتهالي امبارح عملت معايا أحلى شغل....) ثم **كلام جنسي عن علاقاتهم وخبراتهم**

مشهد 5..
في غرفة الساونا يدخل رجل وشاب، فيجلس الرجل كما جلس الوزير والسفير...ويبدآن بالحديث عن حفلة الهالوين على ما أذكر أو رأس السنة، ويتكلمان عن كيفية الإحتفال بهذه الليلة في ظل حظر التجوال وأن صالات الديسكو قسمت الليلة إلى نصفين، نصف قبل الحظر وحتى ميعاد الحظر ونصف من أول الحظر لآخره حتى تتجنب مشكلة الحظر، فيبدأ الشاب بشرح الليلة وأنه كان معه صديقته في pub معروف بالمهندسين وأنه كان بصحبة صديقه وزوجته وكان بحوزة صديقه زجاجة black label وأن هذا المكان مكان ظريف يشرب الجميع معا بدون أي إنزعاج وأنه عادة لا يشرب ولكنه فوجئ بأنه شرب الزجاجة هو وصديقه كاملة بل وشرب من المجاورين وأنه تعجب أنه لم يسكر ولم يشعر بـ hangover في اليوم التالي وأنه معجب جدا بهذا المكان الذي كان رواده في منتهى التحضر وكانوا يعزمون على بعضهم البعض ولم يحدث مشاجرات بينهم البعض كباقي الpubs وأنهم مثل الناس في أوروبا متحضرين فيمكنك أن ترقص مع صديقة غيرك ولو (خبطت إيدك في **** أو حتى **** عمْر ما صاحبها أو جوزها يتخانق معاك)...ثم أردف (لو تكون هذه هي أخلاق المجتمع في الشرب والثقافة...فيشرب الناس جميعا وبدون شجارات)..

مشهد 6..
أناس كثيرون ينزلون إلى الشوارع ليفوضوا حاكما منقلبا على أول رئيس منتخب لكي يقضي على النصف الآخر من الشعب باسم القضاء على الإرهاب..

مشهد 7..
سيدات محجبات يرقصن أمام لجان الإستفتاء على الدستور الذي كتبته لجنة معينة، عن طريق سلطة غير منتخبة عن طريق إنقلاب..

مشهد 8..
فيديو لبنات في أعمار تتراوح بين ال16 والعشرينات يخرجن من محل مغلق معهم ضباط وعساكر ... ثم يُفتح المحل ثم تجد الضابط يمسح وجهه بمنديل وتخرج بنت منتقبة وأخرى محجبة لكي يبدأ المشاهدون بالهجوم عليهما وتبدأ سيدة (محجبة) بنزع الحجاب من البنتين، ثم يبدأ آخر من المشاهدين بالإمساك ببنت منتقبة أخرى من جسدها ويدخل بها المحل ثم يُغلَق المحل وتدخلا البنتان الآخرتان إلى سيارة الشرطة تحت وابل من الهجوم اللفظي واليدوي .. كل ذلك على مرأى ومسمع من الجميع...وفي حي شعبي..

مشهد 9..
أناس من جميع الجنسيات يتفقون جميعا على أن ما يحدث في مصر كارثة وهو أسوأ من أي وقت مضى وأنه إنقلاب وأنهم يكرهون الإخوان وكان مرسي فاشلا إقتصاديا وليس لديه رؤية سياسية ولكنهم الآن في وضع أسوأ....ثم تأتي مسئولة أجنبية فترد...ولكن السيسي علماني ويمكننا الحديث معه...

مشهد 10..
مثقفون وأساتذة جامعيين ورجال أعمال ودبلوماسيون يصفون ما حدث بأنها ثورة وأنهم على حق وأن العالم كله يكره مصر ولا يريد لها تقدما ولذلك يرونه إنقلابا وليس ثورة..

مشهد 11..
مراجعة كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب وقراءته من جديد....لكي أجد الآتي....


والسؤال الآن.. هل نحن كالمجتمع الجاهلي ما قبل النبوة أم نحن كالصحابي الجليل أبي ذر ... !

Sunday, February 2, 2014

مشهد يلخص القصة

المشهد:

- دفن جثمان الشهيد بإذن الله محمد الشنواني وفي الخلفية صوت رصاص وسارينة مدرعات وقنابل غاز
- أسأل رجلا يدخن داخل المقابر عن مخرج فيجيب (من الطريق ده بس الإخوانجية واقفين برة)...وكأن المشكلة في الإخوان وليس فيمن يضربهم بالغاز والرصاص....
- أخرج من المخرج الخلفي وأنتظر قليلا حتى يهدأ الجو لكي أعود، فأرى منظرا جميلا، شريط قطار وعلى جانبيه خضرة فأخرج الهاتف المحمول لألتقط له صورة..فإذا بسيدة سمينة تقول لابنتها (ده بيعمل إيه ده ياختي، شكلهم حيفجروا المكان ولا إيه...فترد الإبنة بقلق ساذج كأمها تماما..يمكن بيرصدوا المكان عشان يفجروه)... ثم تسألني السيدة.. (إنتو بتعملوا إيه؟ حتفجروا المكان ولا إيه ؟)
فأترك التصوير وأنظر إلى السيدة وبكل هدوء (أيوة يا حاجّة حنفجر المكان إن شاء الله)
فتقول السيدة بكل ذكاء ودهاء (أنا مش مطمنة...أنا مش مطمنة)...
وأتخيلها تحكي الآن لأقرباءها ومن تعرفهم أنها رأت (الإخوانجية) يخططون لعملية وأنها كشفتهم وواجهتهم واعتترف واحد منهم أمامها ومن حولها سوف يصدقون...بل وسيثنون على شجاعتها وسط الإرهابيين وعلى ذكاءها في كشفهم...

هذا هو الشعب وهذا هو حالنا

رحمك الله يا محمد
ورزقنا الله الصبر على هذا الشعب الظالم الذي لا يرحم فضلا عن التشوه العقلي الذي شابه نتيجة الجهل والفقر والتغييب

آه صحيح بالمرة الصورة أهي...جميلة صح ؟

Monday, January 27, 2014

عن الخيار المسلح

منذ فترة ليست بالقليلة ونحن نسمع الدعاوى المتتالية لنبذ السلمية وانتهاج المسار المسلح بما أن بناتنا ينتهك عرضها في وضوح النهار، ونُقتل كالنمل في الشوارع في كل مسيرة...

أنا شخصيا أؤمن بالجهاد في سبيل الله بكل أشكاله، وهو أولا جهاد الكلمة (وجاهدهم به جهادا كبيرا) وجهاد الدفع ثم الدعوة وحماية المستضعفين وما إلى ذلك من أشكال الجهاد...ولكن متى وكيف ؟ ومن يحدد الوقت والكيفية ؟

نعلم أن الجماعة الوحيدة المنظمة في مصر هي جماعة الإخوان المسلمين، وغيرها من الحركات والجماعات تعد أفرادا متناثرة غير منظمة وغير متكتلة، غير أن من عندهم الدعاة الذين لديهم العلم ومن ثم حق الإفتاء باستخدام السلاح أم لا هم أيضا الإخوان المسلمون، غير أني شخصيا أؤمن أن المفتي باستخدام السلاح يجب أن يكون هو شخصيا في الصفوف الأولى، كالعالم الجليل الشيخ أحمد ياسين والشيخ المجاهد نزار ريان وقبلهما الشيخ المجاهد عبدالله عزام وقبلهم الشيخ المجاهد عمر المختار وقبلهم وقبلهم محمد الفاتح بشيخه ومربيه آق شمس الدين وأيضا الأمير القطز وشيخه ومربيه العز بن عبدالسلام وغيرهم وقبلهم الكثير من التابعين وتابعي التابعين والصحابة انتهاء بالرسول صلى الله عليه وسلم، كل هؤلاء لم يتركوا المجاهدين شبرا ولا لحظة..

إذاً من يفتي بالجهاد المسلح يجب أن يكون (من وجهة نظري) في الصفوف الأولى يرى ما يراه المجاهدون وليس بعيدا عن الأرض يتألم مما يتألمون منه ويرى ما يرونه..

ثم نأتي للنقطة الثانية، ألا وهي تبعات إستخدام السلاح بشكل فردي بدون الإعتماد على هذه التركيبة المعقدة (جماعة منظمة + علماء/عالم رباني في أرض الميدان) .. دعونا ندقق النظر في تبعات هذا الاختيار وما الذي حدث في الدول المجاورة إثر انتهاج هذا النهج ..

أولا ليبيا، يقول الكثيرون أن ليبيا تخلصت من معمر القذافي وثكناته وامبراطوريته وهذا بفضل نبذ السلمية...ولكن دعونا ننظر إلى الحدث من وجهة نظر أخرى من حيث الأحداث والنتائج...
ليبيا أسقطت معمر القذافي بعد ثمانية أشهر وكان مختبئا داخل أنبوبة مجاري في الصحراء...عظيم جدا....لم يكن لديهم شيبخ مجاهد ولا جماعة منظمة....عظيم جدا، ولكن لا تنس أن طائرات الناتو كانت تحلق في السماء الليبية تساعد المجاهدين ولو رمزيا وأمدتهم بالسلاح ولو رمزيا، وسقط النظام...وتعالوا لنرى النتيجة..... ثلاثون ألف شهيد، نساء رملت، أطفال يتمت وشردت، تم عمل جرائم وانتهاكات للأعراض خلال الثمانية أشهر ولم يمنع المجاهدون ذلك بالسلاح في لحظة، بل بعد فترات وفترات بعد السيطرة على مدينة تلو المدينة والمنطقة تلو المنطقة وخلال كل ذلك تُرتكب من المذابح والانتهاكات الكثير والكثير .. ولم يوقف السلاح شيئا إلا بعد الثمانية أشهر...هذا من الناحية الإنسانية..
أما من الناحية الأمنية فيوجد مشكلة بل مصيبة ألا وهي كَم السلاح الغير مرخص المنتشر الآن في ليبيا وهذا بسبب انتشار السلاح بشكل غير منظم وعلى يد أفراد وبغير وازع ديني بالكلية فلا يؤتمن بعد ذلك على هذا السلاح الذي يمتلكه..
أما من الناحية السياسية فتدخل قوات حلف شمال الأطلسي كما نعلم جميعا أن خروجها لن يكون بالأمر السهل وله ثمن بل أثمان استراتيجية وسياسية.

هذه ليبيا

أما سوريا، فسوريا الآن في عامها الثالث، وقد انتهجت النهج المسلح، فهل توقفت انتهاكات الحرمات والقتل ؟ أم تتم بشكل متواز مع الدفاع المضاد ؟

الكلام سهل والتنفيذ لا يتحمل تبعاته إلا من رحم ربي

هذا اجتهادي وقابل للنقاش