Wednesday, June 26, 2013

أكبر من مرسي والإخوان

منذ فترة ونحن نسمع ونقرأ بعض الدعاوى للنزول يوم 30 يونيو لإسقاط الرئيس مرسي وإنهاء حكم "المرشد" ... وبعد الحديث مع بعض الإخوة من التيار الإسلامي من مختلف الأفكار وجدت أننا نختلف في الرؤية وكان هناك بعض الأسئلة المشتركة وهي: هل الدفاع عن مرسي هذا اليوم  هو دفاع عن الشريعة وعن الدولة المدنية بمفهومها الصحيح وهل الدولة المدنية وحكم الشعب شيء أساسي أو وسيلة أصلا لتطبيق الشريعة لكي نحافظ عليها ؟ لمَ لا نقف على الحياد ؟

وهنا أشرح الإجابة حسب رؤيتي وإجتهادي.

أولا: تنقسم الجبهات المضادة لمرسي إلى ثلاث جبهات أساسية...

الأولى: كارهة لأي نظام منتخب يؤدي إلى دولة مدنية وهم:

- المؤسسة العسكرية التي يطالبها الكثير الآن للرجوع ويصورها الإعلام على أنها المخَلِّص من الحكم الإخواني
- الحزب الوطني الذي تم إقصاؤه من الحياة السياسية لمدة عشر أعوام طبقاً للدستور
- المخابرات وأمن الدولة والداخلية (الدولة العميقة كما يطلق عليها) وكلها تعمل ضد الرئيس
- القضاة الفاسدون الذين على وشك الإقالة ثم المحاسبة (بسبب قانون الهيئة القضائية)
- كل فاسد سواء كان إعلاميا أو رجال أعمال أو تجار سوق سوداء أو أي شخص كبرت ثروته أيام حكم مبارك في ظل الفساد ويرى الآن الوضع يختلف ويَظهر التعنت واضحاً في قطاعات كقطاع البنزين والسولار وكما حدث من حرق للقمح .. إلخ

الثانية: كارهة لأي نظام يطبق الشريعة ولو كانوا ملائكة..وهم:

- الكنيسة...إن صح أنها تحشد رعاياها للنزول لهذا اليوم..خوفاً من "الأسلمة" المزعومة
- العلمانيون (القوى المدنية) كما يطلقون على أنفسهم، الذين لديهم هاجس "الدولة الدينية" "الوهابية" المزعومة

والثالثة: ثوريون..

- ممن يرون أن الرئيس دكتاتور قاتل يجوع الشعب ويأخون المؤسسات...وأزعم أن هؤلاء هم الأخف خطراً وضررا ونسبةً.

إن إقتنعت بأن هذه الجبهات الثلاث ضد مرسي فسوف يأتي على ذهنك بعض الأسئلة:

السؤال الأول: هل مرسي أو الإخوان هم الإسلام ؟ لمَ تختزلون الإسلام فيهم ؟
- والحقيقة أننا لسنا من إختزل الإسلام فيهم ولم ولن نختزل الإسلام في أي شخص أو جماعة مهما كانت...ولكنهم (الذين ذكرتهم) هم الذين إختزلوها في كل شيخ وكل حزب وكل فرد يطالب بتطبيق الشريعة...وألصقوا كل خطأ بشري بالشريعة وأصبحنا "كاذبين..تجار دين..بتوع زيت وسكر...إلخ" وكل خطأ يخطئه أي إسلامي يقولون "هؤلاء المطالبون بالشريعة .. هذه هي نتيجة خلط الدين بالسياسة" وما إلى ذلك من التصيد للأخطاء البشرية ولصقها بالشريعة.
وللأسف يساعدهم بعض الإخوة المنتسبين للدعوة السلفية الذين يعتبرون أن الإخوان لا يريدون تطبيق الشريعة وأنهم تجار دين ويسعون للأخونة....ويرون أن تطبيق الشريعة يجب أن يكون اليوم وفوراً ويراه جلياً والذين يرون أنه إن لم يدافع عن الضباط الملتحين فهو لا يريد أن تطبيق الشريعة !

السؤال الثاني: وهل نزولنا هذا اليوم دفاعاً عن الإسلام ؟  حتى وإن إعتبرنا مرسي مشكوكاً فيه هو وجماعته من ناحية تطبيق الشريعة - هل دفاعي عن مرسي دفاعاً عن الإسلام ؟
- والرد هو أن مرسي إذا سقط لا تنتظر أن تطالب بتطبيق الشريعة أو أن تتكلم عنها أو أن تهمس بها....فاعلم جيدا أن خصمك قد إختزل الشريعة فيه وفي الإخوان ولسنا نحن من فعل ذلك...وبالتالي فإن النتيجة واحدة أنه إذا سقط (ولن يسقط بإذن الله) لا تنتظر الحديث عن تطبيق شريعة...وقتها إحلق لحيتك وإرجع للمسجد ولا تتكلم عن السياسة وإلا حرقوا المساجد بك كما فعلوا قبلاً...والكلام ليس محض خيال مني..فالمتابع للأحداث يرى الدعاوى المسبقة لوأد كل ما هو إسلامي وتحويل البلد لدولة "علمانية" بدون دين فضلاً عن الدعاوى السابقة لإنزال كل شيخ يتكلم في السياسة من على المنبر ومحاصرة المساجد وحرقها.. كل ذلك على ألسنة رموز ثورية وفلول وغيرهم من ذوي العقيدة العلمانية المتطرفة.

إذاً الإجابة "نعم" نزولي الآن هو دفاع عن الشريعة وليس عن مرسي ولو لم يختزلوا الشريعة فيه وفي الإخوان لما قلت ذلك لكنهم هم من دفعونا لذلك وجعلوا الحرب حرباً ضد الهوية.

السؤال الثالث: هل دفاعي عن مرسي هو دفاع عن مدنية الدولة "مدنية بالمعنى الصحيح - دولة المؤسسات النيابية" ...(إفرض إني مش مؤمن بالديمقراطية أو بدولة المؤسسات أصلاً؟) ؟ هل دفاعي عن مرسي هو وقوف ضد عسكرة الدولة والرجوع إلى الوراء ؟ هل دفاعي عن مرسي هو وقوف ضد الفساد ورجوع الدولة العميقة ورجال الأعمال الفاسدين وغيرهم ؟
- إن كنت ترى الديمقراطية بالشكل التي عليها في مصر من حفاظ للشريعة في الدستور كفراً وما إلى ذلك فصعب أن تقتنع بما سأقوله... ولكنها بالنسبة لي مثل السيارة التي صنعها غيرنا من الغرب "الكافر" ونركبها نحن وكذلك التلفزيون والموبايل والكمبيوتر..كلها وسائل صنعها لنا الغرب "الكافر" ونستخدمها نحن بما يتوافق مع ديننا....إذن فالديمقراطية بالنسبة لي هي فقط أسلوب حديث لإدارة الدولة عبر الإنتخابات بلا مساس بالشريعة...فإن كنت تؤمن بما أؤمن به فإليك الآتي:

- تبين لنا مراراً وتكراراً أن الجيش ينتظر أن يسقط الرئيس لكي يلبي ندائات كل هؤلاء المستفيدين من الفساد الذي سوف يستمر في ظل حكم الجيش كما كان مسمتراً طوال عشرات السنين ومع ندائات بعض السذج وأصحاب النوايا الحسنة الذي تم الضحك عليهم بأن الجيش هو المخَلِّص الذي سوف يخلصهم من (تجار الدين، ومرسي اللي بيضيع البلد).."وهيريجعكم لأيام العز بتاعة زمان" !
وبالتالي لو سقط مرسي سوف يأتي الجيش بمباركة شعبية نسبية ومباركة إعلامية كاملة مع مساندة القطاعات الفاسدة التي تنتظره بفارغ الصبر...وسوف يأتي الجيش وقتها ويقول (إدينالكو الفرصة كاملة...عملتوا إستفتائين وإنتخابات مجلس شعب وشورى ورئاسة وكتبتوا دستور .. وكفرتم بكل ده بل وهللتم لإسقاط كل مؤسسة منتخبة...أنتم حقا شعب لا يستحق أن يحكم نفسه بنفسه...دعونا نصلح ما تم إفساده على أيديكم أيها الشعب الجاهل وليرجع الوضع كما كان)

إذاً الإجابة..نعم النزول لمساندة مرسي الآن ليس من أجل مرسي بل من أجل شرعية إذا سقطت فلن نرى دولة مؤسسات، هذا إن عشنا...ولننسى تماما كلمة "حكم الشعب"...وهذا ليس فقط للأسباب التي ذكرتها بل لأن عدد من يدعم هذا اليوم من المخابرات وأمن الدولة والفلول (بمساندة قيادات ورموز محسوبة على الثورة) والكنيسة والإعلاميين والقضاة وكثير من العلمانيين...كل هؤلاء يفضلون بيادة العسكر على جنة الإخوان والإسلاميين.

سؤال رابع: ماذا عن الجبهة الثالثة: الثوار وحَسَني النية ممن سوف ينزل ضد مرسي وهم لا يريدون حكما عسكريا ولا هم ضد الشريعة ؟
- أزعم أن هذه الجبهة ليس لها وزن وهم ممن تبقى من الثوار الذين ينزلون ضد "الدكتاتور القاتل ..إلخ"...هؤلاء مع كامل إحترامي نسبتهم مع من سردتهم ممن سوف يشتركون في هذا اليوم ضئيلة جداً وبعد الإنتهاء من سيناريو الإسقاط المأمول سوف يكون هؤلاء أول من يُباعوا على أيدي رموزهم الذين رضوا من قبل بوجود المجلس العسكري في الحكم خمسة أعوام وأن يكتب المجلس العسكري الدستور "بتوافق وطني" أو أن يكونوا مجلسا رئاسيا مكونا من ثلاثة أفراد أحدهم عسكري وبالبطبع غير منتخبين...كل هؤلاء سوف يرحبون بالحكم العسكري بحجة أنه مؤقت وأن الإنتخابات سوف تأتي مجددا بالإسلاميين...وسأذكرك بإعتصامات ما بعد الثورة ونسبة هؤلاء الثوريين في الميدان ومدى تأثيرهم ثورياً ..
هذا غير فئة أخرى غير ثورية وهي أيضا ليس لديها وزن و(نفسها قصير) ولن تصمد لأكثر من يوم.

يوجد سؤال خامس...ماذا عن الجبهة التي لم تُذكر؟ وهي جبهة الدكتور أبو الفتوح "الوسطية" التي لا هي إلا هؤلاء ولا إلى هؤلاء... لمَ لا نلتف حوله وهو توافقي .. ننتظر سقوط مرسي درئاً للفتنة وحقناً لدمائنا ثم نكون وراءه هو وهو يريد أن يطبق الشريعة وثوري وضد مرسي وبه جميع المميزات التوافقية ؟
- سوف أرد بسؤالين: أولا: هل تتخيل حجم هذه الجبهة أمام ما تم ذكره أعلاه ؟ ثانياً: هل الدكتور أبو الفتوح (الذي إنتخبتُه) إستطاع أن يدير حزبه الصغير ويخلصه من سيطرة العلمانيين والملحدين وبشهادات أشخاص من الحزب أن الإجتماعات يكون بها سب دين و(على الله تتكلم عن الشريعة أو تجيب سيرتها في أي إجتماع) هل الدكتور أبو الفتوح وله مني كل احترام بعد ذلك يؤتمن على السيطرة على بلد كمصر وتطبيق الشريعة بها وهو أصلا غير مرضٍ عنه من قِبَل أغلب العلمانيين والمعارضين الذين يصفونه بـ"الإخواني المتخفي" وهو غير قادر على إدارة حزبه الناشئ ؟

أنا هنا لا أقنع أحداً ولا أناقش أحداً....فقط أقول ما يملي عليَّ ضميري تجاه بلدي في لحظة أجد فيها بلدي على شفا حفرة إن لم نقف وراء هذا الرئيس المنتخب ليس من أجله ولا من أجل جماعة الإخوان وليس لأنه ملاك ولم يخطئ ولكن لأن القضية أكبر من مرسي والإخوان

والتفكير والقرار لك في النهاية

هذا إجتهادي وهو موجه لإخواني في التيار الإسلامي...وليس لإقناع المخالف...هدانا الله جميعا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنه

................................................................................................................................................

بعض التعريفات تجنباً للمزايدات ...
كاتب هذه السطور لم يَشرُف لأن يكون عضواً بجماعة الإخوان أو أي جماعة أو حزب
كنت مؤيداً للشيخ حازم أبو إسماعيل لمواقفه الثورية وكنت ضد موقف الإخوان تجاه المجلس العسكري بعد الثورة وضد توقيع د. مرسي على وثيقة سامي عنان..
إنتخبت د. أبو الفتوح جولة أولى ليس بسبب إعجابي ببرنامجه أو تأثراً بشخصيته بل لأني لم أحب أن تدخل مصر في إنقسام وتوسمت فيه حكمة جمعت مختلف التيارات حوله ولإيماني بأن الإخوان ليس لديهم القدرة على إحتواء الأزمات.
إنتقدت الإخوان في تدوينة لي مكونة من عشر نقاط والتدوينة موجودة على المدونة بعنوان "رسالة للإخوان المسلمين"
مواقفي من أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها موجودة على المدونة
موقفي من الثورة ومشاركتي فيها موثق على حسابي على موقع "فيسبوك" https://www.facebook.com/aly.fahmy

Tuesday, June 4, 2013

ترجمة لعشرِ نصائح تربوية لكي تصبح أباً/أماً أفضل

نصيحة رقم 1: الذي تفعله أنت أهم مما تعلمه لهم...الطفل يراقبك ويعكس ما تفعله أنت أكثر من التزامه بأوامرك...فراقب نفسك وأفعالك

نصيحة رقم 2: الحب الزائد للطفل لا يفسده بل الأشياء المترتبة على الحب الزائد..كالتهاون معه في الواجبات والالتزامات وما إلى ذلك

نصيحة رقم 3: أعطِ الطفل وقتا واهتماما...ليس اهتماما نفسيا فقط بل فعليا عن طريق تواجدك معه في نشاطاته واهتماماته اليومية...وليس معنى ذلك أن تقوم بواجباته المدرسية...بل عن طريق اعطائه من وقتك للاشتراك معه في حياته وهذا يتطلب وقتا ومجهوداً

نصيحة رقم 4: طور نفسك مع طفلك .. وراقب تطور شخصيته .. وضَع في الاعتبار تطور سنه لتعلم الحل المناسب

نصيحة رقم 5: إن لم تقم بإدارة حياة طفلك وهو صغير لن يتمكن هو من إدارة حياته وهو كبير..وبالتالي يجب عليك سؤال نفسك ثلاثة أسئلة طوال الوقت: "أين طفلي، مع مَن طفلي الآن، ماذا يفعل طفلي الآن ؟ ولكن لا تتدخل في تنظيم وإدارة التفاصيل الصغيرة

نصيحة رقم 6: وضع حدود لطفلك + اعطاءه استقلالية .. شرطان مهمان جدا لجعله معتمدا على نفسه...ولا تنزعج من عدم اطاعتك دوما فهذه طبيعي

نصيحة رقم 7: يجب أن تكون محدداً....وضع قيود وقواعد يومية عشوائية مبنية على القوة وليس على الحكمة توتر أبنائك وتجعلهم يقاوموها ولا يحترموها

نصيحة رقم 8: لا تكن عنيفا في تعاملك مع ابنائك ولا تضربهم أبداً...فضربك لهم يؤدي إلى مشاكل أخرى كثيرة فيما بعد بينهم وبينك وبين أصدقائهم

نصيحة رقم 9: إشرح لطفلك القواعد التي تضعها والقرارات التي تتخذها...فما هو واضح بالنسبة لك غير واضح بالنسبة له..ولا تتجاهل الشرح عندما يكبر

نصيحة رقم 10: احترم طفلك...فإن أردته أن يحترمك فيجب عليك أن تحترمه أولا..عامله كما تعامل الغرباء من حيث المجاملة والشكر واحترام رأيه، تكلم معه بأدب، احترم آراءه ولا تسخر منه، اهتم به واستمع إليه حين يتحدث إليك، فالطفل سوف يتعامل مع غيره كما تعامله أنت

لمن يريد الإطلاع على المقالة باللغة الإنجليزية: http://www.webmd.com/parenting/features/10-commandments-good-parenting

مشاكل الدول النامية وطرق حلها (وجهة نظر)

التعامل مع مشاكل الدول النامية يجب أن يكون مختلفا تماما عن مثيلاتها في الدول المتقدمة..من حيث آليات الحلول والأولويات ومعيار الجودة والقوانين