Tuesday, May 28, 2013

الرد على "الخزعبلات"

بعض الشباب هذه الأيام يردد بعض الكلام الذي أُذهل عندما أقرأه أو أسمعه..لدرجة أني أصبحت نادرَ المتابعة لشدة الظلم فلا أستطيع أن أسمع أو أقرأ كلاماً يرفضه العقل والمنطق فضلاً عن الضمير..

دخولاً في الموضوع بدون مقدمات: أسمع هذه الكلمات: آدي النهضة يا عم...الكهربا بتقطع يا مرسي والناس بتموت ف المستشفيات بسبب عطل ف المولدات...الناس مش لاقية شغل والأسعار بتعلى بسبب النهضة بتاعتك وبتاعت جماعتك يا فاشل...إلخ

طبعا لن يتسنى الوقت فضلاً عن الدماغ لكي أرد على كل هذه -آسف- الهرطقة والخزعبلات....ولذلك سوف أرد فقط على المنطق نفسه والتحول والميكافيلية والكيل بمكيالين بل بأربعة وخمسة..

لنرجع قليلاً إلى أيام الثورة الثمانية عشرة فسوف نجد أن الثورة والثوار قد وضعوا الأمن والأمان في مصر - وبالأخص مدينة القاهرة المكتظة تقريبا بحوالي ثلاث وعشرين مليون نسمة - في وضع اضطرابي غير طبيعي فلم يعد المواطن في مأمن بداخل بيته أو في الشارع، أما البنوك والأملاك الخاصة والعامة أغلبها نُهب...والمستشفيات أصبحت بلا أمن وأحياناً بلا أدوية ومعدات وأطباء وممرضات.. إلخ....وقُطعت الإتصالات ولم يعرف أحد أن يتصل بالآخر ولنا أن نتخيل الكوارث الإنسانية التي حدثت جراء ذلك..
في هذه الأيام كان الثوار ومن مع الثورة يدافعون عن الثورة ويقولون أن أي مصيبة تحدث ليست بسبب الثورة التي خرجت للمطالبة بالكرامة والحرية بل بسبب من ضدها ومن يريدون لها وأداً وأنه يجب على الشعب أن يتحمل هذه النتائج حتى إن أدت لأكثر من ذلك ولو امتدت الفترة لشهور كما حدث في ليبيا واليمن والآن في سوريا، لأن ثمن الحرية ليس رخيصاً..
على الصعيد الآخر كان يلعن أعداءُ الثورة والبسطاء هذه الثورة ويلصقون كل مصيبة بها...

لقد نسينا أن الثورة هي السبب في التسيب الأمني والمروري إلى يومنا هذا ونسينا أن أغلبنا فقد عمله بسبب الثورة..ونسينا أن أغلب من نزل الثورة من الشباب لم يكن لديه مشكلة مادية أيام مبارك بل منهم من كان في غِنىً عن الثورة من الأساس وتأذى بعد الثورة وأول من دفع ثمن نزوله...

الرئيس محمد مرسي تمت ضده عدة حروب وثورات مضادة من جبهات عدة..
أولها مع المؤسسة العسكرية التي نُحيت عن الحكم بصعوبة
ثم الحرب الإعلامية التي تركز على كل تافهة وتعظمها وتتجاهل أي إنجاز
ثم الحرب مع من نزلوا الثورة بصحبة الفلول والتي حرقوا فيها عشرات المقرات للإخوان وهاجموا فيها قصر الإتحادية وحرقوا وحاصروا المساجد
ومنذ فترة حرب أخرى مع القضاء الفاسد
ولا ننسى أحبابنا وشركاء الوطن الذين يخافون على مصر وأبناءها فسحبوا أموالهم منها ليستثمروها في بنوك الغرب منهم من فعل ذلك نكاية في الإخوان (ويولع الشعب وتولع البلد) ومنهم من فعل ذلك عنداً في الدستور الذي أقصاه سياسيا ومنهم من فعل ذلك عندا في الدستور الذي سوف يأتي بالدولة الدينية على زعمهم، ومنهم ومن خاف على الدولارات وعلى البيزنيس !
كل ذلك والمطلوب من الرئيس أن يحلب العصفور...
بلد مدمر اقتصادياً وتنموياً وسكانياً وإسكانياً وثقافياً وتعليمياً وبيروقراطياً ومؤسسياً تم تدميره على مدار ستين عاما..والآن مرسي مطالب أن يصلحها بلا أي عيوب مع كل هذه الحروب ..

عندما قام الثوار مع الفلول بالتعاون مع البلطجية بحرق مقرات الإخوان وقطع الطرق وإغلاق مداخل ميدان التحرير لشهور وشارع الميرغني المجاور لقصر الإتحادية وقاموا بحرق القصر والمسجد المجاور له ..لم يفكر هؤلاء بالسكان المجاورين أو في من يتأذى بسببهم أو بسقوط البورصة أو غيرها من المصائب المترتبة...لأنه يؤمن أنه يثور (مع الفلول) من أجل مصر لكي يحررها من الإحتلال الإخواني .. ولذلك كله يهون (وياريت الشعب الخِرِع ده يستحمل ومايشتكيش)...هذا الشخص هو هو من يبكي الآن ولا يستطيع تحمل ساعة قطع الكهرباء...

باختصار..من يريد أن يكيل الأمور بمكيالين لن ينفع معه إقناع لأنه هو نفسه من كان يقنع أصدقاءه وأقاربه المتأذين من الثورة أن الثورة لها ثمن ويجب أن ندفعه ونتحمله جميعا سلطة ومعارضة وشعبا..