انفصلت بضعة أيام عن مواقع التواصل الإجتماعي وكانت بكل تأكيد من أجمل أيام حياتي....أتعامل مع الأحداث بشكل سطحي وأهتم فقط بالمهم....أهتم بالعمل الميداني والتخطيط له غير الاهتمام بنفسي وبحياتي الشخصية....ثم حدثت حادثة قطار أسيوط...فتألمت كما تألم الجميع وفكرت هل الآن من يعيش معنا في مصر من يترك الدماء التي تسيل والموقف الإنساني والتعامل مع الحدث بتجرد تام بعيدا عن الانتهازية السياسية ليستغل الموقف لبعض المكاسب السياسية ؟ وكانت الإجابة : نعم وبكل تأكيد...فهذه على رأي صديق لي (عادتهم ولا هيشتروها) !
ففتحت مضطراً أو فضولاً الفيسبوك لأرى ردود الأفعال...ووجدت بالتأكيد ما كنت أتخيله....ولكن ليس هذا الذي صدمني أو شد انتباهي...بل كان الذي أدهشني حقا هجوم الفلول من أصدقائي ومحبي مبارك وابناء الفلول الغير عادي على مرسي وكأن مرسي من كان يحكم البلاد ثلاثين عاما إلى أن أدت إدارته "الحكيمة" إلى ما نحن عليه الآن من تدمير للبنية التحتية وجميع المرافق والمؤسسات بل وللشعب نفسه !
ووجدت فجأة روحهم الثورية التي لم أرها مطلقا في حياتي معهم ليتحرك قلبهم (الرُهَيف) "اللي عمره ماتحرك أيام مبارك" بل كانت ردودهم دوما: احمدوا ربنا ع اللي انتو فيه !!
فرأيتهم بمنتهى الثورية يسبون الرئيس مرسي بأقذع الشتائم ووصفه بأبشع الصفات..
وللأسف كعادة هذا الموقع اللعين يجرك لكي تكون رد فعل...فقلت أن مرسي فعلا فعل الشيء الصحيح الذي يحدث في أي بلد: اقالة، محاسبة وتحقيق، تعويض، اعتذار...ثم إصلاح وهذا ما ننتظره...وأن مبارك لم يفعل ذلك قط..
ثم سرعان ما رجعت لدهشتي...هل هؤلاء هم الفلول فعلا ؟
هل هؤلاء الذين عندما كنت أصيح في وجوههم عن جرائم مبارك كانوا يقولون لي "إحمد ربنا، احنا أحسن من غيرنا" !
هل هؤلاء هم المتخاذلون عن آخر دماء أُهدرت على أيدي المجلس العسكري ؟
هل هؤلاء من سكتوا وقت تعرية الفتيات وسحلهم وكانوا يقولون مقولتهم الخالدة "وهي إيه اللي نزلها" ؟
هل هؤلاء من كان لا قلب لهم لدرجة أن منهم من قال لي حرفياً أنه إذا طُلب منه أن يضرب مَن بالتحرير بالرصاص فسيفعل وبدون أدنى تردد لأنه يحمي القائد الأعلى للقوات المسلحة !
أين كنتم وقت غرق العَبَّارة ولم يأخذ الأهالي تعويضاً إلا بعد سنتين من المظاهرات والحكم الغيابي على صاحب العبارة فقط بدون إقالة أو محاسبة أي مسؤول ؟
أين كنتم وقت حادثة قطار العياط ؟
أين كنتم أثناء قتل خالد سعيد وغيره من الشباب ؟
أين كنتم أثناء الثورة وأنتم تهتفون لمن قتل الثوار وتبررون له ؟
اين كنتم وقت أحداث ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود وقتل الشيخ عماد عفت ومينا دانيال وغيرهم من الشباب ؟ لم يسمع أحد لكم حساً عن أن المشير فاشل لأنه قتل وحرض على القتل ولم يحاسب أحداً ؟
أين كنتم وقت قتل جنودنا على الحدود أيام مبارك على أيدي الصهاينة ؟
الآن انتفضت الدماء في عروقكم ؟ وتعتقدون أننا سوف نصدقكم ؟ هل أنتم تصدقون أنفسكم ؟
يالحقارتكم