Thursday, April 19, 2012

رسالة للإخوان المسلمين

- هذه الرسالة ليس الغرض منها إدانة الإخوان أو أن تقول أنهم الوحيدون الذين يخطئون...ولكنهم أكبر فصيل سياسي نثق به واخترناه لقيادة مصر وملك للشعب وهذه محاولة لعكس الصورة التي عند العوام وليست للتشفي أو غيره..

أرجو أن تتسع صدروكم لما سوف أقول ولكم كل الإحترام إن أردتم أن تتجاهلوا الرسالة أو تصححوا لي أو تأخذوا ببعضها وتتركوا بعضها إن شئتم..

سوف أقوم بسرد أخطاء جماعة الإخوان المسلمين (الجماعة والحزب) "من وجهة نظري" والتي أعتقد أنه يتفق معي كثير من الناس ممن تكلمت معهم بمختلف المستويات الإجتماعية والفكرية وهذا من باب المراجعة لعل شيئا منها صحيحا فيتم مراجعته أو عدم تكراره فيما بعد:

- التصريحات والبيانات: كثير من التصريحات الإعلامية والبيانات التي تشخصن بعض القضايا في (اليساريين والعلمانيين ...إلخ) كلنا يعلم أنه ليس من الحنكة السياسية أن تتهم فريقا بعينه أو تيارا بعينه فأنت بالتالي تألب عليك هذا الفريق كله بمحايديه والموضوعيين منهم فضلا عن مؤيديهم حَسني النية الذين من المفترض أن تسعى أنت كتيار إسلامي أن تكسبه إلى صفك ..فعندما تهاجم تياره عامة في بياناتك فأنت توسع من دائرة العداء لتضم أناسا كانوا في الأصل خارج الدائرة !
 
- كثير من التصريحات الإعلامية والبيانات تجعل جل تركيزها على تيار أو جماعة (كمقالة الأناركيين وقناع بانديتا (فانديتا)) والكلام عن العلمانيين والليبراليين واليساريين (كافة) بدون ذكر كلمة (البعض من) أو أن تكون الرسالة موجهة (للي على راسه بطحة) بشكل غير مباشر أو بدون ذكر أيا من أي تيار من الأساس...

- خلق عدو وهمي وتعظيمه ونسيان العدو الحقيقي: فضلا عن أن كم التركيز لهؤلاء الشباب والتيارات سواء ثورية أو سياسية زائد عن الحد, فأنا أزعم أن الإخوان قد خلقوا منهم عدوا وهميا وكبروه وعظموه وبدأوا في محاربته ونسوا العدو الأصلي والذي هو أولى بالهجوم وهو بالتأكيد المجلس العسكري .... هؤلاء الشباب فعلا وعن تجربة لا يستطيعون أن يقوموا بثورة ثانية ... وقد جربوا ذلك فعلا مرارا وتكرارا وكل محاولاتهم بائت بالفشل والفضل لا يرجع لكم ولمحاربتكم إياهم بل لأنهم ليس لديهم في الأصل قاعدة شعبية.... فلِمَ التركيز عليهم وأنتم معكم أغلبية البرلمان والشورى ؟! 

هل تعلمون عدد الأناركيين في مصر ومدى تأثيرهم على الشارع سواء هم أو التيار الشيوعي بأكمله ؟! هل تعلمون أن بإعلانكم هذا في صفحة جريدتكم صغرتم من أنفسكم وأعطيتوهم دعاية مجانية ؟ 

- عيد الثورة: هل لهذه الدرجة تشعرون بالخطر تجاه هؤلاء الشباب لدرجة أن تخسروا كثيرا من شباب الثورة ومصابي الثورة وأهالي شهداء الثورة عندما تحتفلون بعيد الثورة (لتفويت الفرصة على من يريد الإنقلاب على شرعية البرلمان) ؟ ...وكانت حجتكم آنذاك (نحن نحتفل بما تم ونطالب بما هو قادم) !!! 

وما الذي تم بالله عليكم...الذي تم كان فرحة لحظية تختفي بإمضاء رئيس المحكمة الدستورية !!! هل هذا شيء نحتفل من أجله ؟ ما الذي تم ؟ (البرلمان) ؟ وهو دستوريا لديه القدرة على سحب الثقة من الحكومة والرئيس (المجلس العسكري) وهو الآن لا يستطيع أن يفعل شيئا أو يحاسب مسؤولا !! هل هذا شيء نحتفل من أجله ونخسر الناس من أجله (سواء بعض الثوار أو مصابي الثورة أو أهالي الشهداء) ؟؟ أنا على صلة بصديق من مصابي الثورة وهو صديق أيضا لأحد مصابي الثورة وهو أحمد حرارة وأخبرني أن لا هو ولا حرارة سعداء بما يسمى (بعيد الثورة) وما تم يومها في الميدان ... وأنا شخصيا لم أفقد بصري ولم أُضرب بخرطوش في يدي أو غيره وفعلا (دمي اتحرق) وتعجبت كثيرا أنا وغيري !!!

- الجزء الثاني من أحداث محمد محمود ميدانيا وسياسيا: لقد خسر الإخوان بعض الثوار (وليس كلهم) في الجزء الثاني من أحداث محمد محمود عندما امتلأ الميدان على آخره وانكشف مخطط المجلس العسكري على أنه يريد أن يجر الجماعة للميدان ليتم الإنفراد بهم ومن ثم ينسب الفوضى إليهم ثم يؤجل الإنتخابات التشريعية - وكنا جميعا مع موقفهم وأنا شخصيا كنت أنزل هذه الأيام وكنت أدافع عن موقف الجماعة في نفس الوقت - ولكن سرعان ما خرج بيان من المجلس العسكري بعد أيام من القتل (يوم الثلاثاء) وكانت مليونية آنذاك وقال أنه لن يؤجل الإنتخابات وأنه قلل الفترة الانتقالية عاما كاملا, وفي هذه اللحظة (من وجهة نظري) كان يجب على الإخوان أن يتدخلوا ويواجهوا المجلس العسكري ولو حتى بالتصريحات (التي نسمعها هذه الأيام من الأستاذ صبحي صالح والسيد المهندس خيرت الشاطر) كنا منتظرين أيامها أمام هذا القتل السافر وهذه الإنتهاكات للحرمات أن يخرج بيان واحد للإخوان المسلمين على غرار بياناتهم هذه الأيام يتهمون فيها الجلس العسكري بدلا من السكوت لآخر يوم -بالرغم من اكتمال الميدان على آخره وفي ساعتها كانت حجة المجلس العسكري بطلت لأنهم لن يسطيعوا آنذاك أن يتحججوا بكم لأن الميدان كان ممتلئا ووجودكم فيه لم يكن ليزيد الميدان عددا ولكنه دعم معنوي أو على الأقل للنصيحة أو للحماية أو أي شيء وانتظرنا حتى ولو بيانا واحدا يُحمّل المجلس العسكري المسؤولية وراء القتل ولم يحدث...وانتخبكم الناس (وأنا من ضمنهم) لأننا نضع الثقة فيكم وقلنا تاريخهم يشفع لهم والتقييم يكون اجماليا وإن اختلفنا في موقف فليس هناك مشكلة كبيرة وتخطينا ما حدث..

- المحاكمات العسكرية: من أخطاء الإخوان أيضا أنهم تركوا كل الشباب الذين حوكموا عسكريا في السنة الماضية بلا ظهر أو مدافع أو حتى متابع ... وسألت ولازلت أسأل...أين كان موقف الجماعة الإنساني من المحاكمات العسكرية لعام كامل ؟ لِمَ لم يتم اسناد ملف مثل هذا لفريق من محامين الإخوان ليتابعوه حالة حالة بدلا من أن يتابعوه النشطاء صغيرو السن ؟ وأنتم خبرة في هذا المجال وهذه القضايا وأنتم أحق بها وأهلها ونحسبكم كذلك ... ولكن اقتصر الإهتمام على بعض النشطاء المعروفين مثل أسماء محفوظ وكان الأولى الإهتمام بهم جميعا بل والوقوف بجانبهم من البداية وبدون صدام مع العسكر, بل مجرد الاهتمام الإعلامي والحقوقي بهؤلاء الشباب !!

- المساندة النفسية والإعلامية لمتضرري الثورة: أين أيضا مساندة مصابي الثورة وأهالي الشهداء ؟ أنا الآن لا أتكلم عن العمل السياسي - أنا أتكلم عن الجماعة...أين دور الجماعة في تكريم أهالي الشهداء ومصابي الثورة ومساندتهم نفسيا ؟ يمكن أن تقولوا هذه ليست مهمة ولكن جل الإهتمام جاء من الإعلام الذي دائما يشوه صورة الإخوان فيظهر وكأن هؤلاء (ولا أتدخل في النوايا) هم أصحاب القلوب الرحيمة والمهتمون بحقوق الضعيف ومسانده نفسيا وإعلاميا والإخوان لا يأبهون لهؤلاء الضحايا...!

- المواقف السياسية الحازمة التي لا تساوي بين الضحية والجلاد: أما بالنسبة للحزب, فأين الردود السياسية القوية التي كنا ننتظرها في كل مشهد تعدي على حرمات النساء (سواء في محمد محمود عندما سُحلت الفتاة على أيدي رجال الشرطة والجيش معا وجردوها من حجابها وضربوها هي وغيرها وإلقاء جثة آخر بعد قتله في القمامة ! أو وقت أحداث مجلس الوزراء عندما سحلت الفتاة وجُرٍّدت من ملابسها على أيدي الإثنين أيضا ) ؟ أو تجاه سفك الدماء المتواصل ابتداء بمحمد محمود وماسبيرو ومرورا بأحداث مجلس الوزراء وانتهاء بأحداث وزارة الداخلية التي أنكر فيها الدكتور الكتاتني وجود خرطوش (بناء على مكالمة هاتفية من وزير الداخلية والكل يصفق لسيادة رئيس مجلس الشعب) !!!! ومرة أخرى يتم شخصنة القضية في شخص محمد أبو حامد واتهامه من قِبل نائب من حزب النور على أنه فاسق جاء بنبأ ووجب علينا التبين والتبين هنا جاء عن طريق مكالمة هاتفية !!! والله مشهد لا أنساه ولا حول ولا قوة إلا بالله...لأنه لو افترضنا أن النائب أبو حامد شخص مغرض وغير سليم النية فهل هذا هو الرد المناسب للتعامل مع قضية بهذه الخطورة ؟! أنه فاسق وأن وزير الداخلية اتصل هاتفيا وأنكر ؟! والنواب يصفقون.....

- متحدث إعلامي شاب: سؤال آخر: هل الجماعة خالية من متحدث شاب لبق مثل الأستاذ نادر بكار ليكون لديه حساب على مواقع التواصل الإجتماعي لكي يتواصل مع الشباب ويكون همزة الوصل بين الجماعة والشباب إعلاميا وواجهة إعلامية للجماعة يدافع عن مواقفها ويعتذر عن زلاتها ؟ هل هذا طلب صعب تحقيقه ؟

- الإستشارة: هل لمقالات أساتذة ومفكرين مثل الأستاذ فهمي هويدي والدكتور طارق البشري وغيرهما من خارج الجماعة من ذوي الفكر المشابه نصيب في إستشارة الإخوان أم الإخوان لا يستشيرون إلا مجلس الشورى فقط ؟ وهل مجلس الشورى فوق مستوى الشورى ؟ ألا يحتاج هذا المجلس (وله كل الإحترام) أن يستعين في قراره (من باب الإستشارة) بأشخاص مثل د. محمد عمارة (المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية وغيره) قبل أن يتخذوا قراراتهم ؟ ..
 الرؤية الخارجية تفيد كثيرا لأنها مختلفة وتعكس الرأي الآخر الغير مهاجم ... كلنا يحتاج النصيحة من غيرنا لأننا لا نرى عيوبنا ولكن غيرنا (من الخارج) يراها...

- عدم الشفافية والوضوح والضبابية الدائمة:.....كثير من الناس يحبون الإخوان ولكن لم يعودوا يستطيعون الدفاع عنهم...بسبب هذه المشكلة العظيمة

- خسارة الجمهور الثاني: أما آخر مشكلة والتي قضت على الجمهور الثاني للإخوان "جمهور الصندوق" - والذي كان يراهن الإخوان عليه دائما - هي: مشكلة البرلمان....

كما ذكرت أعلاه أن سكوت الإخوان عن - إراقة الدماء وهتك الأعراض : ميدانيا (عن طريق عدم المشاركة في أحداث محمد محمود وبالذات بعد امتلاء الميدان يوم الثلاثاء) و سياسيا (عن طريق البيانات التي لا تتهم المجلس العسكري بشكل مباشر لتورطه في تلك الجرائم) -  بدافع عدم الإنجرار لمخطط العسكري وتفويت الفرصة عليهم....

هذا السكوت تَقَبّلَه قطاع عريض من الشعب (جمهور الصندوق) وتفهمه أو التمس الأعذار فريق آخر ولكن الجميع (وأنا منهم) كان في مخيلته أنه في حالة نجاحهم في الإنتخابات سوف يحاسبوا المذنبين ويقيموا الحق...إلخ...
وكلنا يعلم أن من ضمن صلاحيات البرلمان : التشريع والرقابة....والرقابة يليها سحب الثقة من كافة الهيئات التنفيذية بما فيهم رئيس الجمهورية بعد محاسبتهم والتحقيق معهم إن أُثبت فشلهم أو تقصيرهم !! وهنا يفاجأ رجل الشارع أن ليس لدى البرلمان (الذي إنتخبه) القدرة على المحاسبة أو سحب الثقة أو تشكيل حكومة أو أو أو أو ....

فيظهر لرجل الشارع منظر الإخوان والسلفيين ف المجلس وهم لا يستطيعون أن يحلوا مشاكل البلد (وما أكثر المشاكل) عن طريق محاسبة المقصرين أو سحب الثقة منهم أو تشكيل حكومة..

ويظهر لبعض شباب الثورة منظر الإخوان على أنهم صبروا وصبروا وضبطوا النفس وسكتوا عن الحق من أجل شيء عديم الفائدة بل ويزيد الطين بلة منظر النواب المحترمين وهم يصفقون تارة لمن نعت نائبا بالفاسق وتارة أخرى لانكار وجود خرطوش عن طريق مكالمة هاتفية وتارة أخرى لمهاجمة نائب غير نزيه مطعون في شرعيته وهو مصطفى بكري للدكتور البرادعي واتهامه علنا بأنه عميل لأمريكا وإسرائيل ويسكت رئيس مجلس الشعب عن هذا الإتهام بل ويعينه أمينا على اللجنة المشرفة على تشكيل اللجنة التأسيسية وتارة أخرى يحاسبون النائب زياد العليمي (وهو مخطئ لسبه المشير فعلا) ولكن من يحاسب النائب ويعرضه للتحقيق لأنه سب سفاحا ويجبره على الإعتذار أَولى أن يحاسب من سفك وقتل واستباح الدماء والأعراض !!!

هذه هي المشاكل (من وجهة نظري)

وكل يؤخذ منه ويرد...ودفنت العصمة يوم دُفن الرسول صل الله عليه وسلم....وأنتم القادة الآن ولذلك العبئ عليكم...أعانكم الله على هذا البلاء..
والمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا....والدين النصيحة...


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ملحوظة:
- هذه الرسالة فقط لإيصال وجهة نظري ولو حدث وتم الإقتناع بمحتواها أو ببعض منها فأتمنى أن نتفادى الأخطاء في المراحل المقبلة والإعتذار (إن اقتنعت الجماعة) "للشعب فقط" على ما تم من أخطاء, وليس لأي شخص أو فئة أو حزب.....وهذا من باب كسب المصداقية فقط لا غير وليس لمداعبة فريق أو تيار بعينه.

- هذه الرسالة ليس الغرض منها الإقناع أو الضغط لطلب الإعتذار, فأنا شخصيا لا يهمني الإعتذار ولكن أنا أطلب من قيادات الجماعة أن يعيدوا التفكير فقط .... وهو في الأصل عتاب من محب...