في البداية بعدما سمع تساؤلاتنا وأن الحالة المشتركة هذه الأيام هي حالة غموض وعدم وضوح رؤية, قال أنه يتابع هذه الأيام الإنتخابات المرتقبة في تونس وأن الحال متشابه إلى حد كبير لما يحدث في مصر ولكن مع اختلاف بعض الأمور مثل: القوى الإسلامية موحدة بشكل أكثر من مصر ولها ثقل سياسي وشعبي وكذلك القوى الشيوعية والليبرالية والعلمانية, يوجد في تونس أكثر من أربعين حزب سياسي منهم كثير من النظام السابق (الفلول) ومع ذلك هو يرى أن كل هذا طبيعي وأن بالمقارنة بتعداد مصر وعدد أحزابها وتعداد تونس وعدد أحزابها فإن ما يحدث في مصر أمر طبيعي وليس غريبا.
وأضاف أن حركة النهضة الإسلامي يتمتعون بالخبرة السياسية على عكس نظيرتها في مصر, وذلك نتيجة أن أغلب قيادات الحركة كانوا منفيين في بلاد ديموقراطية, على عكس ما حدث في مصر من عزل سياسي تام لهذا التيار وقمعه في المعتقلات مما منعهم من اكتساب هذه الخبرات.
سألناه عن شباب الثورة والإئتلافات التي تتكلم بالنيابة عنهم وأن أغلب الشباب يشعر وكأنهم لا يعبرون عنهم:
- هذا طبيعي جدا في هذه المرحلة تكثر الإئتلافات والأحزاب التي تدعي انتسابها للثورة بل والوصاية عليها ولكن تأتي الإنتخابات لكي تعطي كل واحد وزنه الحقيقي.
وماذا عن الحل أهو إنشاء ائتلاف لكي يعبر عن أغلب الشباب, أم الإنضمام إلى حزب قريب لنا فكريا وبعيد تطبيقيا وبه قيود إلزامية, أم نظل جالسين ع تويتر ننقد ولا نفعل شيئا ؟
- تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي ليست هينة ولا تستهينوا بها فهي الآن سلاح قوي جدا, وليس من الضروري أو من الأساسي الإنضمام إلى حزب بل الأهم صوتك في الإنتخابات.
سألناه عن الإخوان وأخطائهم من وجهة نظره في الفترة الفائتة وتنازلهم في اجتماع الأحزاب مع المجلس العسكري بحجة أن عليهم ضغوط وأنهم يشعرون أن قوتهم في الإنتخابات فقط وأنهم لازالوا يخافون الإعتقالات
- أجاب أنه من الطبيعي من عاش طوال حياته أسير المعتقلات لن يتخلص من هذا الهاجس سريعا, ولكنه يشك في تخلي الشعب أو خنوع الشعب بعد الثورة لأن الناس أصبحت أجرأ على الكبير والصغير ويتحدث مع المسؤول على أنه رجل عادي وهذه في حد ذاتها طفرة في التاريخ المصري, وقال أيضا أن الإخوان يخطئون لأنهم في بداية العمل السياسي الحقيقي ولا هم ولا غيرهم مارسوه من قبل ومن الطبيعي أننا سنرى أخطاء من جميع الأحزاب والسياسيين وإن قالوا كلاما موزونا واعتلوا المنصات وألقوا الخطابات, فالتجربة الديمقراطية الحقيقية أصعب بكثير من كل هذا
- وقال أيضا أنه ليس صحيحا أن نساوي أو نقارن بين الإخوان وحزب العدالة والتنمية التركي, فحزب العدالة التركي مارس السياسة على مدار أربعين عاما بشكل مباشر وأردوجان تدرج في مناصبه حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن عكس الإخوان فهم عاشوا منذ النشأة معزولين ومقموعين سياسيا وبالتالي من الطبيعي أن لا نرى نفس النتيجة كما يتخيل البعض
سألناه عن رأيه في مد الفترة الإنتقالية وما هو الرد الشعبي (أو الثوري) المناسب
- أجاب أنه كان من المفترض حسب الإستفتاء أن نكون قد بدأنا هذه الأيام في إنتخابات الرئاسة, ولكن طالما أننا بدأنا في الخطوات الأولى للإنتخابات البرلمانية وإن كانت طويلة المدى (عكس ما كان مفترض أن يكون) ولكن المهم أننا بدأنا وهذا هو المهم.
سألناه عن رأيه في مرشحي الرئاسة
- ليس هذا الوقت المناسب تماما, أهم شيء الآن هو الإنتخابات التشريعية والمحليات والنقابات وطالما بدأنا فيها فلنركز مجهوداتنا عليها ولا نشتت أنفسنا
هل من المحتمل أن يحتل حزب أو تيار مجلس الشعب لكي يمارَس الإستبداد السياسي بشكل مختلف:
- إستحالة, ولو اختار الشعب كله سلفيين مثلا سوف تكون مشكلة آنذاك نتيجة لعدم خبرتهم السياسية.
وعن رأيه في أحداث ماسبيرو ومن وراء هذه الأحداث من وجهة نظره:
أجاب أنه يستبعد أن يكون المجلس العسكري وراء ما حدث وأننا يجب أن نتحلى بالصبر في مثل هذه الظروف ولا نتسرع بالحكم على أحد
سألناه عن رأيه في نقاشات الفترة الراهنة حول الدولة الدينية والمدنية وكثر اللغط حول ما يقال بخصوص هذا الموضوع
- هذا ترف فكري, نحن متفقون على الحاضر ومختلفون على المستقبل, كلنا متفقون حول المبادئ الأساسية لنظام الدولة وكل هذه النقاشات تعد نقاشات نخبوية رجل الشارع لا يأبه بها, فكل ما يهم رجل الشارع أن تُوَفَّر له حياة كريمة ولا مجال لهذه الفرعيات في هذه الفترة
وعن الدولة ذات النظام الإسلامي وما يميزها عن أي نظام آخر:
- المرجعية والضوابط
وعن حرية الرأي في الدولة الإسلامية: هل يُسمح للملحد (على سبيل المثال) أن يدعوا إلى الإلحاد وكذلك التبشير وما إلى ذلك, وإن كان يُمنع ذلك فأين حرية الرأي؟
- عندما يكون النظام إسلاميا يكون الإسلام عرفا لا يجب أن يُنتهك فلكل واحد أن يعتنق ما يريد ويذهب إلى أي دور أو مؤسسة دينية ليحول إلى أي ديانة وأن ينتقد أيضا الدين الإسلامي كما يشاء ولكن أن يدعوا إلى دين آخر عن طريق وسائل الإعلام أو عن طريق اغراء الفقراء عن طريق الأعمال الخيرية مثلا ففي هذه الحالة يعد تعديا للعرف العام للدولة
رأيه في الدعاة والعلماء في مصر
- الأغلبية العظمى مبتدؤون ولا يجيدون إلا العلم النظري ولا يربطونه بالشارع وبظروف رجل الشارع والمرحلة, وأن على الداعية أن يوسع رؤيته, واستدل بالشيخ يوسف القرضاوي وقال: الشيخ القرضاوي بعد أن ترك مصر وهو لديه رؤية مختلفة أشمل مما كانت قبل أن يترك مصر, وعلى الدعاة أن يحتكوا بالشارع ليكون الخطاب أكثر واقعية واحساسا برجل الشارع مما هو عليه الآن.
وعن رأيه في دور الأحزاب الإسلامية
- الأحزاب الإسلامية يجب عليها أن تخدم الشعب بدلا من وعظها, وهذا ما فعله حزب العدالة والتنمية, قدموا خدمات لرجل الشارع فانتخبهم لا لوعظه بل لخدمته.
وحول ما يحدث هذه الأيام وحول الحراك السياسي في مصر ونظرته للمستقبل
- الإنتخابات هي أول الطريق إلى كل ما نتمناه من محاسبة للهيئات والمؤسسات ومن الطبيعي أن نخطئ ونصيب إلى أن نتعلم فعلينا بالصبر وعدم اصطياد الأخطاء لبعضنا البعض
من أجرى النقاش حسب الترتيب الأبجدي:
علي فهمي, عمرو سعودي, ممدوح جلال, مي الغروري